حتى أموال الحج!
-
-
1381
-
0
رشيد ولد بوسيافة: boussiafa@ech-chorouk.com
الأرقام المثيرة التي حملها تقرير المفتشية العامة للمالية بخصوص تسيير أموال الحجاج، تضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية إزاء أموال الحجاج التي يفترض أنها مقدسة ولا تمتد إليها الأيدي التي اعتادت “الاغتراف” من الأموال العمومية.وإذا سلمنا بصحة الحقائق التي وقفت عليها هيئة رسمية مستأمنة على أموال الشعب، وأنها بعيدة عن عمليات تصفية الحسابات، فإننا أمام كارثة حقيقة، ذلك أن “الأموال المقدسة” التي يدفعها الحجاج للقيام بخامس شعيرة في الإسلام يفترض أن تسير بمنتهى النزاهة وأن لا يتبادر إليها الشك، وأن يكون المشرفون عليها في مستوى الأمانة.
وإذا كانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تقول إن الأمر يتعلق بتفتيش عادي ولا وجود لتجاوزات أو تبذير لأموال الحج، فهي مطالبة بتبرير كل ما جاء في التقرير من عمليات مشبوهة وصلت إلى حد تحويل أموال إلى بريتوريا عوض صرفها في مكة في خدمة الحجاج وتوفير الراحة والعناية بهم.
يبدو أننا أصبحنا نتعايش مع كل ما يحدث من تبذير وتبديد للأموال العمومية في المؤسسات والبنوك ومراكز البريد ومراكز الضمان الاجتماعي والجامعات والمدارس، بل أننا ألفنا ما تقوم به “الأيادي الطويلة” التي طالت أموال المتقاعدين الموتى، وأموال مساكين الجزائر من المنخرطين في الشبكة الاجتماعية، لكن الذي يستفز المشاعر هو أن يطال الفساد أموال الحجاج المقدسة !!
وبغض النظر عن ما حمله تقرير المفتشية من حقائق تبقى بحاجة إلى تمحيص وإثبات، فإن موضوع الحج يحتاج إلى وقفة طويلة من الحكومة ومن كل القطاعات المعنية بالعملية لوضع حد لمظاهر سلبية رافقت حملات الحج خلال السنوات الماضية، وهي نقائص حوّلت شعيرة الحج إلى معاناة حقيقية للحجاج الذين أغلبهم من العجزة وكبار السن، ولعل مبادرة إنشاء ديوان للحج والعمرة خطوة صحيحة في تصحيح هذا الوضع.
