رياضة

حتى الكوكايين‮..‬

ياسين معلومي
  • 8569
  • 0

لما سمعت بالعقوبة المسلطة على نجم اتحاد العاصمة،‮ ‬يوسف بلايلي،‮ ‬القاضية بحرمانه من مزاولة أي‮ ‬نشاط كروي‮ ‬لمدة موسمين كاملين،‮ ‬بسبب تناوله مادة محظورة،‮ ‬لم أصدق الخبر في‮ ‬البداية،‮ ‬وكنت أظن أن هيئة حياتو تنتقم من روراوة بسبب الجدل الذي‮ ‬أثير حول كأس إفريقيا‮ ‬2017،‮ ‬أو من أجل حرمان الاتحاد العاصمي‮ ‬من لاعبه الذي‮ ‬قهر كل الأندية التي‮ ‬واجهته،‮ ‬ولكن أن‮ ‬يتناول أغلى لاعب في‮ ‬البطولة الوطنية الكوكايين ويعترف بذلك أمام اللجنة الطبية للفاف فهذا أمر‮ ‬غير مقبول‮.. ‬فإذا كان اللاعب بلايلي‮ ‬يتحمل كل تبعات القضية،‮ ‬فإن النادي‮ ‬العاصمي‮ ‬الأغنى في‮ ‬الجزائر هو الآخر مسؤول عما حدث للاعب‮.. ‬لماذا لم‮ ‬يتفطن ولا مسؤول في‮ ‬الاتحاد إلى ما كان‮ ‬يقوم به اللاعب الذي‮ ‬أضر بنفسه وبفريقه وحتى بالكرة الجزائرية،‮ ‬التي‮ ‬أصبحت بعقوبة بلايلي‮ ‬حديث وسائل الإعلام الدولية،‮ ‬حيث كان اللاعب‮ ‬يعامل بطريقة خاصة من طرف مسؤوليه على حساب بعض المدربين،‮ ‬الذين تعاقبوا على الاتحاد‮.‬

لا أعرف إن كان بلايلي،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يتناول الكوكايين،‮ ‬يعرف خطورة المادة التي‮ ‬كان‮ ‬يتناولها وآثارها على جسمه مستقبلا،‮ ‬والأسباب التي‮ ‬جعلته‮ ‬يسير في‮ ‬هذا الطريق المظلم رغم أنه‮ ‬يتقاضى مبلغا كبيرا‮ ‬يفوق حتى‮ “‬شهرية‮” ‬رئيس الجمهورية ووزراء الدولة الجزائرية وكل إطاراتها وفي‮ ‬مختلف المجالات‮.. ‬اللاعب الذي‮ ‬كان قدوة لكل اللاعبين الجزائريين الشباب وأنصار كل الأندية بسبب تألقه المذهل منذ عودته إلى الجزائر بعد تجربة في‮ ‬تونس،‮ ‬يدفع الآن ثمن تهوره‮.. ‬وحتى فريقه،‮ ‬اتحاد العاصمة،‮ ‬يتحمل جزءا من المسؤولية لما حدث له،‮ ‬فلاعبون كبار في‮ ‬العالم على‮ ‬غرار رونالدو وميسي‮ ‬وزلاتان وغيرهم‮ ‬يتألقون أسبوعيا في‮ ‬الملاعب الأوروبية لكنهم دائما تحت‮ “‬حراسة‮” ‬أنديتهم لإبعادهم عن المنشطات التي‮ ‬تعتبر العدو الأول والأخير للاعب‮.‬

قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بمراقبة كل مباريات الرابطتين الأولى والثانية من الجولة السابعة،‮ ‬المقررة هذا الأسبوع،‮ ‬في‮ ‬إطار تعزيز عملية مكافحة تناول المنشطات متأخرة نوعا ما،‮ ‬لأن‮ “‬الفاس قد وقع في‮ ‬الراس‮”. ‬وكان على هيئتنا تطبيق مثل هذه القرارات منذ بداية الاحتراف الذي‮ ‬يدخل بابه الواسع‮. ‬فكيف سيكون موقف الفاف لو شارك لاعب محلي‮ ‬مع المنتخب وثبت بعدها تناول المنشطات،‮ ‬بالطبع ستكون الطامة الكبرى‮. ‬وماذا لو استدعي‮ ‬بلايلي‮ ‬إلى‮ “‬الخضر‮” ‬وانكشف أمره،‮ ‬كيف سيكون رد فعل هيئتنا التي‮ ‬لم تعط هذا الأمر أي‮ ‬اهتمام‮.. ‬فعندما نتذكر ما حدث لمزاير منذ‮ ‬10‮ ‬سنوات في‮ ‬تونس ولاعبين آخرين في‮ ‬مختلف الملاعب العالمية نجبر على الاهتمام أكثر بالمنشطات‮.‬

أتمنى أن‮ ‬يكون ما حدث لبلايلي‮ ‬صفارة إنذار لكل اللاعبين الجزائريين،‮ ‬خاصة أولئك الذي‮ ‬يتقاضون أموالا طائلة‮ ‬يصرفونها على هذه المواد المحظورة وعلى السهرات في‮ ‬الملاهي‮ ‬الليلية،‮ ‬حتى ليلة المقابلات الرسمية‮.‬

مقالات ذات صلة