-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم البيانات المفصلة على الشارات التي يحملونها

حجاج جزائريون يتيهون في شوارع مكة

الشروق أونلاين
  • 4626
  • 0
حجاج جزائريون يتيهون في شوارع مكة

ازداد عدد الحجاج الجزائريين التائهين بمكة المكرمة هذه الأيام، مع كثرة الزحمة واقتراب أيام الحج الأكبر، حيث وقفت “الشروق” على حالات كثيرة لجزائريين ضيعوا وجهاتهم وسط الملايين، وقد تلمّسنا من خلالهم الأسباب والظروف التي يتيه فيها الحجاج.

  •  بلغة الأرقام، فإن الحالات بلغت عشرات في بعض الأيام وقد تقل بكثير، لذلك تعمدنا عدم إعطاء أرقام في هذا المقام والسبب أن كل الحجاج الذين يتيهون يسترجعون من قبل المرشدين والمرافقين التابعين للبعثة أو للوكالات، بعدما يتم العثور عليهم بشوارع غير التي يقيمون بها، لكن تلمس ظروف التيهان والحالات التي صادفناها هو ما أردنا تقديمه للقارئ.
  • أول حالة صادفناها كانت عند نزولنا من الفندق الذي نقيم فيه ونحن نتأهب للاتجاه إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الظهر، صادفنا شيخا في السبعين يرتدي لباس الإحرام يستوقف المارة للسؤال عن وجهته والفندق الذي يقيم فيه، مع أن البيانات كلها كانت واضحة في الشارة المعلقة في رقبته، ولأننا سمعناه يتحدث لهجتنا الجزائرية تقدمنا منه وسألناه عما يبحث، فرد بنرفزة وقلقتوّدرت ما عرفتش الطريق.. هذا وين خرجت من النوتير وما عرفتش نولي“..
  • كان يبحث عن “فندق الجزيرة” البعيد عنه ببضع عشرات الأمتار، وكان يبدو من إحرامه ناصع البياض أنه دخل مكة حديثا، وكان ينوي ربما القيام بمناسكه، لكنه تاه، لا لشيء، إلا لأنه شيخ مسن لا يحسن قراءة البيانات الواضحة على شارته وفيها عنوان إقامته وهواتف الفندق..
  • حالة أخرى لحاج وحاجة مسنين كانا واقفين بجانب الساحة المحاذية للتوسعة الجديدة، كانا يبحثان عن مكان إقامتهما وكانا يسيران ضد تيار الحجاج النازلين للمسجد الحرام لصلاة الظهر، وهما صاعدان يبحثان عن الفندق، كانا حافيا الرجلين بالشارع، رغم التراب المتصاعد والأرضية الحارة جدا، رؤيتهما تشق القلب وهما يسألان المارة بلهجة تبسية محضة لا يفهمها عنهما إلا جزائريين مثلهما، تأكدنا أنهما تائهان وهما من مجموعة حجاج وكالة خاصة فندقها بعيد عنهما بنحو 15 دقيقة سيرا على الأقدام، وقد مرينا عليه في طريقنا، فوجهنا الحاجين لسلوك الطريق المناسب مع حثهما على عدم تغيير الشارع، لأن الفندق كان غير بعيد وعَلَم الجزائر معلق عليه.
  • واستخلصنا من خلال معاينة تلك الحالات أن الحجاج الجزائريون لا يولون أهمية لضرورة بقائهم في مجموعات، مثلما يفعله غيرهم من الدول الأخرى، حتى أن فيهم من يبالغون في التمسك ببعضهم لدرجة المشي في سلاسل اليد في اليد وسحق من في طريقهم من أجل البقاء في المجموعة، لكن حجاج الجزائر يتجولون فرادى ويخالفون التعليمات ليثقلوا الحمل على المرشدين ورجال الحماية المدنية في البحث عنهم.
  • عجوز أخرى، تائهة بساحة الحرم كانت تحدث نفسها وهي تبحث عن “أرقازيي” زوجها بالقبائلية الذي فقدته بعدما تركها ودخل للصلاة، وهذه الحاجة حتى نحن الجزائريين لم نستطع فهمها، لأنها لا تفقه كلمة عربية، فحاولنا فهمها وعرفنا أنها من بجاية، فنصحناها بالذهاب إلى إقامتها بعد الصلاة ما دامت تحمل بيانات الفندق الذي تقيم فيه.
  • فمعظم حجاجنا أميين لتقدم سنهم، وما كانوا يتيهون لو كانوا يحسنون قراءة العنوان المعلق على صدورهم، لأن الشاب لو حصلت له نفس المشكلة لتصرف بطريقة أو بأخرى، ولا يمكن في الحقيقة لشاب أن يتيه في محيط لا يتعدى مئات الأمتار، وفي حال ما إذا حصل، فهو يعتمد على صحته ومقاومته للتصدي لمثل تلك الحالات، أما الشيوخ والعجائز المساكين، فيتيهون في رمشة عين، في لحظة يتلفتون فيها فلا يجدون المرافق ولو كان هو الآخر تلفت للجهة الأخرى لقضاء أي حاجة.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!