حرب الخنادق من الفنادق
عودة عبد العزيز بلخادم، “ليشتغل” على عزيز جبهة التحرير عمار سعداني، الذي “اشتغل” بدوره على بلخادم لفترة طويلة في غياب رد فعل هذا الأخير، يمثل تصعيدا في لغة “الممارسات غير السياسية” التي تمارس من خلال ما يسمى بالسياسة في هذا الحزب! الكلام الذي قاله سعداني في خصمه، أكبر من أن يقدم للعلن ولا حتى أمام “القاعدة” (أو داعش) بهذا الحجم. حزب لا نريده أن يتقزم وهو كبير أمام الصغائر. فلا سعداني سكت، ولا بلخادم كبت!
ولأن كل هذا اللغط، إنما هو بفعل تقزيم العمل الحزبي السياسي في الجزائر، وتضييقه في جملة من القيادات التي لم تعد تملك وزنا ولا قافية العمل السياسي، حتى يفسح المجال “لسياسة الأمر الواقع” من أن تسوّد وتبيّض وتفرغ صغار القوارض والجوارح والخفافيش على ذكر وصف سعداني لخصومه في عقيقة بلخادم.
لا نريد أن نرى جبهة التحرير التي حررت البلاد والعباد، تغوص في حمأة الصراعات الداخلية الفارغة الجوفاء، في هذه المواجهات المهرجانية الصماء! في الواقع أن جبهة تحرير مهري، قد أنهت تاريخ هذا الحزب العتيد لتحوّله مع الأسف مجريات “الانقلاب العلمي” إلى حجر أسود وغرفة سوداء لتفريخ الصراعات النفعية والمصلحية. كان على الرئيس أن يفعل العمل السياسية الحقيقي للحزب والأحزاب الباقية، وليس قيادات موالية لسياسية برنامج الرئيس! فكما كان بلخادم خادما لأسياده كما يدعي سعداني اليوم، فسعداني اليوم هو أخدم الناس لأسياده! ومن سيأتي سيكون خادما لسيد أسياده وهكذا دواليك! لهذا، فلا يلوم أحدا لا بلخادم ولا سعداني من بعد الراحل مهري. السبب هو تحول الحزب إلى جهاز وليس تنظيم!
نمت لأجد نفسي رئيس الحزب في أواخر سنوات الثورة! ماذا فعلت؟ أعلنت أن الحزب في خدمة ديغول! وأن مناضلي القاعدة كلهم مع الرئيس الفرنسي في تنفيذ برنامج قسنطينة (في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة المسيحية)! حدث صراع مسلح بين الأشقاء في الجبال، وأعلنت شخصيا أن جبهة التحرير تعتبر “الثورة” إرهابا ضد الشرعية وتعلن أنها تمدد عهدة الشرعية لمنقذ الجمهورية الفرنسية. حتى رئيس الحكومة المؤقتة “فرحات عباس“، لم يقبل وأعلن أن الثورة مستمرة ولا اندماج بعد اليوم..سوى أنا وحزبي كنا نطالب بالاندماج.
طالبت فرنسا بالبقاء في الجزائر لتطوير البلاد وتمكنت مع بقية المناضلين المخلصين من القضاء على إرهابيي الثورة المسلحة، وتمكنا من إزالة خطر الاستقلال! وأجهضت محاولة الانفصال عن أمنا فرنسا التي علمتنا أن نحب فرنسا ونتعاون معها ضمن “الحركا” “غير” الوطنية“! هكذا، ضمنت أن يبقى حزب “جبهة تحرير“، صامدا من أجل تحرير الجزائر الفرنسية من.. الجزائر ..”توكور“!
عندما أفقت، لم أكن مندمجا مع نفسي: هذا الحزب ما يسلكهاش معه حتى “عمار بوزوار“!