العالم
حكومة الوفاق تقول إنه أنكر على حفتر استعانته بالمرتزقة الروس

حرب دينية في ليبيا لاستمالة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي

عبد السلام سكية
  • 19747
  • 32
ح.م

في الوقت الذي تدور فيه معركة بالأسلحة، بين قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، ومليشيا الجنرال خليفة حفتر، المدعومة من قوى خارجية لدخول العاصمة طرابلس، تدور “معركة” بين القوى الدولية، كما أن هنالك “حربا دينية” أخرى تدور أخرى بين طرفي النزاع، لاستمالة الشيخ السعودي ربيع بن هادي المدخلي “رأس التيار المدخلي” في العالم الإسلامي، لعله يصدر فتوى لدعم طرف على حساب آخر، كما فعل قبل سنوات، عندما أفتى بضرورة القتال مع حفتر ضد الإخوان.

ذكر رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، محمد احميدة العباني، الذي يتبع حكومة الوفاق المعترف بها /مقرها العاصمة طرابلس/، أنه زار الشيخ ربيع في بيته بالمدينة المنورة، وقدم نفسه والمنصب الذي يشغله في حكومة الوفق واستفسره “إن كان حقا قد أفتى بدخول حفتر إلى طرابلس، حيث أن بعض السلفيين في ليبيا يقاتل ويدعو للقتال مستندا على أنكم أفتيتم بذلك ويوجهون بذلك في دروسهم”.

ونقل العباني عن الشيخ ربيع قوله “لقد استنكر واستهجن -حفظه الله- بشدة عندما أبلغناه باستعانة قوات حفتر بالمرتزقة الروس للقتال في الحرب على طرابلس، قائلا في عجب: (الله! الله! قاتلهم الله! أعداء الله!)، كما عبر عن أسفه الشديد عندما أُبلغ عن توقف الدورات العلمية في طرابلس بسبب الحرب القائمة فيها قائلا: (إنا لله وإنا إليه راجعون).

وتابع العباني “بعد أن بينت له حفظه الله: أن الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية ولله الحمد على الوسطية، وعلى منهج السلف من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، قال: (أنا مع السلفيين في أي مكان)، وقد أمر حفظه الله حفيده بتطييبنا وإهدائنا نسخا من رسالته القيمة: (البراهين الإنجيلية على أن عيسى عليه السلام داخل في العبودية ولا حظ له في الألوهية)”.

واعترض نجل الشيخ ربيع على ما نقله رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية الليبية، ونشر تكذيبا على موقع والده، جاء فيه “زار والدنا بالمدينة المنورة، بداعي عيادة المريض، دون معرفة بينهما، أو ترتيب سابق مع الأسرة، ليقوم بعد ذلك للأسف في استغلال تلك الزيارة في أمور لا علاقة للشيخ بها، خدمة لأطراف ليبية دون أخرى، وذلك بأن نسب له أقوالا غير صحيحة، في مجملها، وأخرج بعض الحديث عن سياقه الصحيح، بما يخالف فيما جاء في الشرع الحنيف”، وأكد العباني أنه تحدث مع الشيخ ربيع و عرَف نفسه والمنصب الذي يشغله، وانه التقى خلال الزيارة بوزير الحج السعودي، وأن الحديث دار بينه وبين ربيع بن هادي المدخلي موثق، ونشره تم بعد الحصول على إذن رسمي منه.

وعاد العباني ليعقب على قاله عمر نجل الشيخ ربيع، بالتأكيد أنه لم يكن حاضرا خلال اللقاء، ومما قاله “المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين وأرض الحرمين الشريفين، وهي موطن ومنزل إمام المذهب المالكي، الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، فلا غرابة أن تكون وجهة الباحثين عن الحق، ومطلب القاصدين للعلم والعلماء الذين يستشارون ويرجع إليهم لاسيما عند وقوع الفتن، والذين منهم الشيخ الفاضل ربيع -حفظه الله- الذي كان سببا بفضل الله في القضاء على فتن كثيرة لم تكن نزيلة بلاده فقط”.

وأكد حرص الشيخ ربيع على السؤال عن الأوضاع في ليبيا، حيث قال “أثناء لقائنا بالشيخ ربيع -حفظه الله- ومن حرصه على أحوال المسلمين في شتى البلدان، كان هو من بادر بالسؤال عن ليبيا، فقال: (كيف هي الأحوال عندكم؟)، ومن هنا انطلق الحوار بمبادرة مني، بالتعريف باسمي وصفتي، وذلك قبل أن أجيب الشيخ عن سؤاله، أو أبادره بالسؤال”، و” الرجوع للعلماء عند حصول الفتن مطلب شرعي ولو كان شأنا داخليا، حيث أن العلم ليس له وطن، والشيخ -حفظه الله- من العلماء المعتبرين الذين يرجع لهم”.

كما سارع عضو اللجنة العليا للإفتاء والتي تتبع الحكومة المؤقتة في شرق ليبيا /تتبع حفتر/ حمد عيسى أبو دويرة، إلى تكذيب العباني، وقال في منشور على صفحته في فايس بوك “إلى الخبيث العباني /وردت كلمة الخبيث في نصه/، قبل أن تنطق بحرف، هل قلت للشيخ – حفظه الله يقصد ريع بن هادي المدخلي – إنك رئيس أوقاف العميل السرّاج؟، هل أخبرت الشيخ – حفظه الله – عن علاقة حكومة العميل السرّاج بإيران؟- هل قلت للشيخ – حفظه الله – بأن الخارجي الغرياني يؤيدكم وغيره من التكفيريين والإخوان المجرمين؟ هل أخبرت الشيخ – حفظه الله – باتفاقيتكم مع تركيا الصوفية؟ هل تتصوّر أن الشيخ – حفظه الله- يناصر من هذا حاله تدعمه الروافض والصوفية والعلمانية والإخوانية والتكفيرية، ويقاتل في صفوفه جميع أهل البدع؟”.

وكان الشيخ ربعي بن هادي المدخلي، قد أصدر فتوى مثيرة للجدل، تحت عنوان “نصيحة للمسلمين عامة والسلفيين خاصة، في ليبيا وغيرها من البلاد الإسلامية”، أوصى فيها بدحر الإخوان والمقصود هنا حكومة الوفاق ومفتي ليبيا الشيخ صادق الغرياني، ومما جاء في الفتوى “وعلى السلفيين في ليبيا النصرة لدين الله تعالى وحمايته من الإخوان المسلمين وغيرهم؛ فالإخوان المسلمون أخطر الفِرق على الإسلام منذ قامت دعوة الإخوان المسلمين، وهم من أكذب الفرق بعد الروافض، عندهم وحدة أديان، ووحدة الوجود، وعندهم علمانية”.

وذكر في فتواه كذلك “إذا هجم الإخوان على بنغازي، وقد هدد المسمَّى بالصادق الغرياني الإخواني المعتز بسيد قطب والموجه للشباب إلى قراءة كتبه المليئة بالضلالات الكبرى، ومنها: طعنه في رسول الله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام وفي بعض الصحابة الكرام، والقول بوحدة الوجود، وتعطيل الصفات، هذا الغرياني يهدد بنغازي بالحرب، وهو لا يحاربها إلا من أجل محاربة السلفيين، فعلى السلفيين أن يلتفوا لصدِّ عدوان الإخوان المفلسين، ولا يُمكِّنوا الإخوان من بنغازي”.

مقالات ذات صلة