حرب مدوار وملال!

يحاول السيد شريف ملال منذ توليه منصب رئاسة فريق شببية القبائل أن يكون أكثر من مجرّد رئيس، مستندا على الإرث الكبير الذي خلفه محند الشريف حناشي قبله، وعلى الطريقة “الغامضة” التي جاء بها خلفا له، وهو يحاول الآن البرهنة عن أحقيته بتولي منصب الرئاسة من خلال الدفاع عن (الجياسكا) العائدة بقوة هذا الموسم!
الكلام الذي قاله ملال ضدّ عبد الكريم مدوار يستمد شرعيته من التخبط الذي عليه رئيس رابطة كرة القدم، فالسيد مدوار يكرر القول دوما إنه رجل قانون، والمحامي الأول عن الجميع دون تفريق، لكنه يرأس رابطة تعمل أصلا خارج القانون، حيث لم يكيّفها حتى الآن وفقا للإجراءات القانونية الصحيحة بعد عقد الجمعية العامة لانتخابه، فضلا على كونه يتحدث عن القانون ويدافع عنه ثم سرعان ما يتراجع، حين يتعلق الأمر بتعليمة من خير الدين زطشي أو من طرف المكتب الفدرالي الذي يسيطر على الرابطة بشكل غير مسبوق!
اتهامات ملال تضاف إلى تصريحات الناطق باسم شبيبة الساورة زرواطي، التي وزع فيها اتهامات خطيرة في ملف كرة القدم وتسييرها وتحديدا ما تعلق بالحكام، علما أن ملال يريد أن يقود انقلابا ضد مدوار ولا أحد يعلم حتى الآن ما إذا كان توظيفه لنقطة الجهوية صحيحا أم لا، خصوصا أن مدوار قام بتأجيل جولة بأكملها بعدما دخل في صراع ثنائي مع مولودية العاصمة ورئيسها كمال قاسي السعيد وأعطى انطباعا بأنه يستطيع تغيير قراراته في منتصف الليل وبناء على تعليمات ومكالمات!
ما يحدث في كرة القدم بات يهدد الأمن الوطني حقا، والتصريحات العشوائية التي يتم إطلاقها هنا وهناك من شأنها أن تحرّض الأنصار على مزيد من العنف كما أن النقاشات الحادة في القنوات التلفزيونية، وتبادل الاتهامات تجاوز حدود كرة القدم ليصل إلى الاتهام بالرشوة والفساد المالي والتهديد بالقتل ولا نعلم حتى الآن لماذا لم يتحرك أحد لوقف كل هذا العبث.. أم إنهم ينتظرون “وقوع الفاس في الراس”، وحينها لن ينفع الندم وسنخسر جميعا من الوضع الذي آلت إليه البلاد بسبب الجلد المنفوخ!