-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب مصيبة ولكن!!

الشروق أونلاين
  • 1156
  • 0
حرب مصيبة ولكن!!

سالم زواوي

ما يجري هذه الأيام في فلسطين بين الفلسطينيين أنفسهم، هو حرب أهلية مقيتة لا يمكن لأي طرف من الأطراف أن يجد لها المبررات والأعذار، لكنها حرب لابد منها، مادامت عواملها موجودة منذ أكثر من عقدين في انقسام الفصائل الفلسطينية وتشتتها وتشرذمها وخضوعها لمنطق الأهداف الإسرائيلية وانقسامها بين معارضة هذه الأهداف ومقاومتها وبين مسايرتها والسير في مسارها.إنها حرب بين حكومة اختارها الشعب الفلسطيني وانتخبها ديمقراطيا ­ ولتكن حماس – لتشرف على شؤونه بعيدا عن السيطرة الإسرائيلية المباشرة، وبين فصيل فلسطيني آخر ­ وليكن فتح ­ اختارته إسرائيل وانتخبته في مؤتمر أوسلو في بداية تسعينيات القرن الماضي، وظلت تقوّي من شوكته وتستقبل أعضاءه وأنصاره للعمل على تحقيق أهدافها والقيام مقامها في هتك أعراض الشعب الفلسطيني والسطو على ما بقي من مقوماته الإقتصادية والمالية والمادية حتى صيّرته الشعب الأكثر جوعا في العالم، وبالتالي الشعب الأقل قدرة على المقاومة ومواصلة الكفاح ضد الإحتلال والإغتصاب.

ولما كان لابد من مواصلة المقاومة وعدم ترك تضحيات عشرات السنين تذهب هباء، فقد كان لابد من اندلاع هذه الحرب بين الممثلين الشرعيين للشعب الفلسطيني الذي غامر وانتخبهم بعد أن يئس من الخيانات وعانى من الطعن في الظهر، وبين خونة في فتح الذين أصبحوا تنظيما عسكريا إسرائيليا فاضحا لا يخفي عمالته وانتماءه للجيش الإسرائيلي، أسلحته من الترسانة الإسرائيلية وقيامه بعمليات التقتيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وأقبح أنواع العمالة كالتدليل على قادة المقاومة ورجالاتها، إلى القوات الإسرائيلية بوضع الأقراص الإلكترونية التي يزودهم بها الموساد في بيوت أو سيارات هؤلاء القادة، لتقوم الصواريخ الإسرائيلية بتقطيعهم بعد ذلك إلى أشلاء، كما وقع للشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما من قادة المقاومة، سواء من حماس والجهاد الإسلامي أو من غيرهما من فصائل المقاومة حتى من فتح نفسها.

وأكبر دليل على ذلك هو قيام المخابرات الإسرائيلية أول أمس، بإنقاذ وتهريب قادة من جهاز الأمن الفلسطيني العميل وعلى رأسهم محمد دحلان وتحويلهم إلى الأراضي الإسرائيلية بعد أن أوشكوا على الوقوع في أسر رجال المقاومة التابعين لحماس. إنها حرب مهما كانت نتائجها، فهي في صالح إسرائيل سياسيا وعسكريا وحتى دبلوماسيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!