-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حروف التسويف وحروف التنفيس

محمد سليم قلالة
  • 14511
  • 9
حروف التسويف وحروف التنفيس

“سوف” و”السين” هي حروف تسويف، وتسمى أيضا حروف التنفيس، وهي بالفعل كذلك. عندما يستخدمها المسؤول فإما أنه يسوف أو يسعى للتنفيس على الناس لأيام أو شهور أو سنوات.. وكم استخدم هذان الحرفان في خطاباتنا الرسمية، بل قل إنه لا توجد خطابات رسمية لا تتضمنهما. سوف تشتغل، سوف تسكن، سوف تنجح، ستتزوج، ستسافر، سنطوّر القطاع، سنزودكم بالإمكانيات اللازمة، سنرسل لكم الأطباء، سنفتح عيادات جديدة، سنشق لكم الطريق، سنوصل الماء أو الكهرباء… إلى آخر القائمة. وفي الغالب ما لا يحدث ذلك، على الأقل في الوقت المحدد. هي فقط لحظات تنفيس على المواطنين ثم تبقى الحال على ما هي عليه إلى حين… سمعها المرضى والطلبة والعمال والشباب والرجال والنساء والأطفال آلاف المرات في حياتهم، بل أصبحت لازمة من لوازم هذه الحياة لا تفارقنا حيث حللنا أو انتظرنا. بل انعكس على مجمل حياتنا، ولم نعد نسمع حتى من أطفالنا سوى إجابات تبدأ بحروف التسويف…

ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن  هذين الحرفين بالتحديد أصبحا المصدر الأول لفقدان الثقة بين المواطن ومسؤوليه في أي مستوى كانمن العائلة إلى الحكومة.

 

وعليه فإن أي تفكير في استعادة ولو قسط قليل من هذه الثقة المفقودة ينبغي أن يبدأ من هنا: إلغاء حروف التسويف من خطابنا السياسي واليومي، وتأجيل أي حديث عن ما سيتم إلى حينه، إلى أن يُصبح واقعا مجسدا لا شك فيه.

على كل مسؤول أن يقوم بإنجاز ما ينبغي عليه أن يقوم به، وبعدها يقول للمواطنين: درسنا طلباتكم وأنجزنا وجئنا اليوم لنعاين الإنجاز. على صيغة قررنا ونفّذنا التي كانت أيام العز.

قبل الإنجاز وقبل الفعل ينبغي على المسؤول أن يصمت، لأن صدق وعوده، إن كانت كذلك، لا تعفيه من المسؤولية إذا تجاوزته الأمور ولم يستطع تنفيذ ما وعد به. لا تكفيه حسن النية لينجو من النتائج الوخيمة لحروف التسويفعليه حذفها تماما من قاموسه إذا أراد أن ينجو من عقابها أو أراد أن يساهم في استعادة أهم ركيزة لاستقرار الدولة والمجتمع: الثقة.

إن أساس وجود الدولة وبقائها هو الثقة بين الحاكم والمحكوم حتى قبل توفير لقمة العيش والأمن كما تقول الحكمة الصينية. والمعول الأول الذي يخرب هذه الثقة هي الوعود الكاذبة، أو التي لا يتم الوفاء بها.

 

علينا أن نقرر فورا الشروع في هزيمة حروف التسويف إذا أردنا لقسط من الأمل أن يعود.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • جزائري

    ليس بالقضاء أو نسيان حرف السين في كلمتي" التسويف والتنفيس"يمكن معالجة كلامنا مع الغير وما نحققه؟أعتقد ببناء أمة أولا،الأمة تجد فيها جميع الأصناف لكن يجب البحث على العامل المشترك بينها ألا وهو "الأنسانية"قد نختلف في كل شئ في" التفكير،التمني،العبادة،الأكل والشرب،الولاء،......."لكن نبقى كلنا من البشر وليس من ......عندما تصبح كلها أمة يمح حرف السين من التداول

  • جنوبي غربي

    التسويف موضة نسوقها للتغطية على الكذب. و من لم يعمل بها صار متخلفا فاته القطار و ينعت بالغشيم. التسويف في البيع و الشراء: سوف أجلب لك ما طلبته و في كرة القدم سوف نفوز في المقابلة القادمة و عندالحرفيين سوف أنجز لك غدا. و عند الأب و الأم لابنهما و المعلم لتلميذه و التلميذ لرفاقة. و حينما تسأل لماذا تجاب : نومال و كل شيئ غير نورمال. ما كانش مشكل منه بدأت المشاكل . و رغم ذلك فالزحام شديد في المساجد ليسمعوا للإيمام الكاذب الذي قال فيه الشاعر لا تنهي عن فعل و تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم.

  • مواطن

    لو حافظنا على ثقافتنا الأصيلة لوجدنا ما يبعد عنا الاتكال على التسويف ذلك أن تراثنا علمنا أن"اللي يتكل على جاره يرقد بلا عشا"لكننا استسغنا الطمع في كل شيء.لا نعتمد على أنفسنا للحصول على أتفه الرغبات.لقد تربينا على انتظار توزيع الأرباح بدون عمل والحصول على السكن المجاني والفوز في الانتخابات والامتحانات بالرشوة والتزوير.ونعتبر رفع أجورنا الوظيفة من حقوقنا بينما انخفض مردود عملنا وتدهور مستوى كفاءتنا.هل وضعنا في أي منصب من الدولة من يستحق حيازته.هل ألح الشعب على احترام مبادئه وقوانينه؟الابتزاز عام.

  • شعيب الخديم

    الصدق وتحاشي الكذب أولى.
    ضاق العلمانين ضرعا بصحيح البخاري فضقت أنت بحروف التسويف والتنفيس والعيب ليس فيهما إنما العيب في من يستعملهما وهو كاذب
    فالدعوة إلى الصدق وتحاشي الكذب أولى من ترك حروف التسويف والتنفيس.

  • عبدالققادر

    صدق الله العظيم و به نستعين و لنقوم الاعوجاج عن طريق التربية و التعليم و دولة العدل و احترام الانسان و ما يسيره من قوانين و العاقبة للمتقين و التائبين عن الغي الكبير الذي هم عليه من الاستقلال الى الان فما ننجح الا بالحق و التحكم بناصية العلوم و المعارف و العمل الاصالح الدؤوب و الاعتصام بحل الله والوحدة الشعبية و الوطنية و التكال على الله و من ثم على النفس و التعامل مع الغير بالحسنى و المصالح المتبادلة و التعاون على الخير و ام وسلام الانسان في ظل الاحترام المتبادل بين البشرية.

  • عبدالقادر

    3فحالنااليوم يرثى لها بسبب سوءمبادئالاخلاق التي تتمثل في صدق الكلام وحسن الافعال وصالح الاعمال قدغابت من قاموس الرجال والنساء في تربيةالاجيال في كل زمان ومكان وفي كل مجال من مجالات الحياة.من تعلم الاتكال على الغير وكثرة القيل والقال وكثرة السؤال ولا يعمل شيء لنفسه واهله وطنه عمل حلال ماذا ننتظر منه ياناس؟هل حقيقة سيكون من احسن الرجال؟لاو لف لا! هذه الاحوال التي نعيشها اليوم لن تزيدنا غرق في الاحوال ولن نرتقي الى مصاف دول العلم والمعارف وأجل الاعمال."ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم".

  • عبدالقادر

    لايعطي اهمية لكلامه عن قصد اوعن عادةسيئة فغيره من الناشئة والمرؤوسين له يتعودون وينقش فيهم مايسمعونه ويررونه من الذي 2يرون فيه قادة لهم واحسن الناس في نظرهم كلام والاب والمعلم معلمه وامام المسجدوالقائدوالرئيس والذين يتاثر باقوالهم وافعالهم واعمالهم الصغير والكبير والذين يكذبون وكمثال لاالحصر:قلو مارينش هنا وهو حاضر والذي يعد ابنئه اواهله ومرؤوسيه ورعيته شيءولا ينفذه قادر ام غيرقادر ذلك.والذين يفعلون افعال مشينةكعدم احترام الموعد واهداره في ما لاينفع وخيانةالامانة..اي يعملون المفاسدوكانها مكارم..

  • عبدالقادر

    من اهم العوامل الهامة في دولة العدل هو الثقة التي توجد بين الحاكم والمحكوم والتي تجعل كلا منما ينام على فراش من الهدوء النفسي و راحة الضمير وارضاء الخالق العظيم شديد العقاب الرحمن الرحيم.لنضع خطين على كلمة الثقة وهي بيت القصيد.فمن اين تكون هنالك ثقة في مجتمعنا بين الحاكم والمحكوم او بين الحكام او بين المحكومين؟افراد مجتمعنا تربوا على اكبر صفة التي تفقد الانسان الثقة في نفسه وفي غيره.من تربى على الكذب ولا يعيره اهتماما في تربية الابناءكيف يمكنه ان يزرع الثقة في اهل بيته قبل غيرهم.المجتمع الذي...

  • المستقبل

    هذه ثقافة المسؤول الجزائري لا يمكنه التخلي عنها لأنه لا يعرف غيرها .وتغير الذهنية هذا يحتاج الى عمل مضني إن لم نقل ثورة ثقافية تخلق مناخ جديد يتمشى مع العصر والواقع.ولا أضن أننا مستعدين له،الى متى نستمر في هذه الحالة ..