-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حزب ” التكوير ” الديمقراطي؟ !

الشروق أونلاين
  • 2508
  • 0
حزب  ” التكوير ”  الديمقراطي؟ !

حالة الانتعاش الكروي التي تعيشها البلاد والعباد منذ فترة على خلفية تأهل الفريق الوطني للمونديال، أفرزت ضمن ما أفرزته من ظواهر إيجابية وأخرى سلبية، حالة التضخم في استسهال مهمة الطاقم الفني للفريق الوطني، ومعه أيضا وظيفة التحليل الرياضي الذي يعد مهنة قائمة بذاتها، لها قواعدها وأبجدياتها وفلسفتها الخاصة، وهو التضخم السلبي الذي لا يعكس بأي حال من الأحوال درجة الوعي الرياضي في البلاد، بل يهددها؟ !

  • هكذا هي الانتصارات دوما، تخلق من الحبة قبّة، وتتباهى بمائة أب شرعي وغير شرعي، إلى درجة أننا في الجزائر، وبعدما كنّا نطالب بتوفير خبزة لكل مواطن، ومنصب عمل لكل مواطن، وكمبيوتر لكل عائلة، أصبحنا نعاني في الوقت الحالي من ظاهرة محلل رياضي لكل مواطن، واختزل مطلب خلق قنوات سمعية بصرية تعنى بالشأن العام إلى مطلب إنشاء قناة رياضية بحتة، لا ندري ماذا سيفعل الناس بها لولا قدر الله، تحوّلت انتصارات الفريق الوطني إلى خيبة أمل، هل سنطالب بإلغائها مثلا؟! ألم يتحوّل الغدر إلى ميزة أساسية في عالم الرياضة مثل السياسة، والدليل أن  الناخب  الوطني  رابح  سعدان  الذي  يعد  شخصية  العام  بلا  منازع،  لامه  البعض  وشتمه  البعض الآخر  بسبب  قضية  اختيار  اللاعبين،  فما  بالك  بالنتائج  غدا؟ !
  • الجزائريون  استعادوا  أمجادهم  الوطنية  بسبب  الكرة،  لكن  نداء  جميلة  بوحيرد  زلزل  تلك  الوطنية المناسباتية  مثلما  قال  أحدهم،  وأصبحنا  نحن  الجزائريون  بعد  استغاثتها  الأخيرة،  عراة  في  شارع مزدحم  بالمارة؟ !
  • لماذا أصبحت مسألة الاختيارات في الفريق الوطني خلال الظرف الراهن، أهم من اختيار المواطنين لممثليهم في المجالس المحلية والوطنية؟! أيهما أخطر، سعدان عندما يمارس استبداده المشروع في اختيار لاعبي الفريق الوطني، أم القابض على السلطة الذي يسرق بطريقة مشينة من المواطنين  حقهم  في  اختيار  حكومتهم  وسياسات  نظامهم؟ ! 
  • نحن مهددون بإفساد العرس الكروي الذي نعيشه، من خلال سماحنا باختطاف النصر من طرف جيش جرار من المحللين الرياضيين والمتفيقهين في شؤون الكرة، أو من المنتمين لحزب التكوير الديمقراطي، تماما مثلما أفسدنا التعددية بالأمس، وانتهكنا مكاسبها الحقيقية، من خلال إنشاء طبقة سياسية  مزّيفة  ومليئة  بالانتهازيين  والمتآمرين  والملوثين  فكريا  وماديا  وأخلاقيا؟ !
  • المجال هنا ليس مفتوحا لتقديم النصح لهذا الطرف أو ذاك، أو حتى للتنظير والتحليل، لكن الفرحة التي يعيشها الشعب بعد انتصارات الكرة لابد من تحصينها بصانعي الفرحة الحقيقيين وحمايتها من الدخلاء، ومنع تسييسها من طرف السياسيين المكوّرين، وتلك مهمة أصعب من المرور للدور الثاني  في  المونديال؟ ! .   
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!