-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حصاد‮ ‬خطة‮ ‬شارون‮!‬

الشروق أونلاين
  • 1040
  • 0
حصاد‮ ‬خطة‮ ‬شارون‮!‬

الاقتتال الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس يعد محصلة منطقية لخطة فك الارتباط الأحادي الجانب، التي طرحها شارون ونفذها منسحبا من قطاع غزة المثقل بالكثافة السكانية الأكبر في العالم، ليترك الفلسطينيين مع مصيرهم المجهول في شبه دولة بلا أرض ولا سيادة ولا اقتصاد‮ ‬ولا‮ ‬خدمات‮ ‬مستقلة‮ ‬ولا‮ ‬أي‮ ‬شيء‮.‬
رشيد‮ ‬ولد‮ ‬بوسيافة
فتنة داخلية ومواجهات مسلحة وتهديدات بالتصفية الجسدية لقيادات كبرى، وتهديدات بالإقالة وتوعدات بالتصعيد، وكأن الأمر يتعلق بعدوين لدودين لا يجمع بينهما شيء، لتدخل القضية الفلسطينية في أخطر منزلق تاريخي لها منذ قيام الدولة العبرية سنة 1948.
والمسؤولية تتحملها حركة فتح التي تحولت من حركة ثورية جهادية إلى جهاز سياسي وعسكري لتنفيذ مخططات لم تكن في يوم من الأيام من ضمن أدبياتها وتوجهاتها الإيديولوجية، كما تتحمل حركة حماس المسؤولية، لأنها قبلت أن تكون على رأس سلطة ترفضها بالمبدأ، وشغلت نفسها بالأجور‮ ‬والمعابر‮ ‬وبدأت‮ ‬تتخلى‮ ‬تدريجيا‮ ‬عن‮ ‬مشروع‮ ‬المقاومة‮ ‬الذي‮ ‬انتخبها‮ ‬الشعب‮ ‬الفلسطيني‮ ‬من‮ ‬أجله‮.‬
ولم يكن شارون يعبث عندما واجه شعبه وانسحب من قطاع غزة، في خطوة كانت تبدو في الظاهر انتصارا للفلسطينيين، بينما هي في الواقع توريط لهم في مشاكلهم الداخلية، وتخليص للكيان الصهيوني من عبء قطاع غزة.. 10 قتلى و100 جريح وتصفية قيادي في حماس وتهديد باغتيال كل من خالد‮ ‬مشعل‮ ‬ووزير‮ ‬الداخلية‮ ‬سعيد‮ ‬صيام‮ ‬وقائد‮ ‬القوة‮ ‬التنفيذية‮ ‬التابعة‮ ‬لوزارة‮ ‬الداخلية‮ ‬يوسف‮ ‬الزهار،‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬حصاد‮ ‬أولي‮ ‬لخطة‮ ‬شارون‮ ‬التي‮ ‬ختم‮ ‬بها‮ ‬مسلسل‮ ‬جرائمه‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬الفلسطينيين‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يصاب‮ ‬بالشلل‮.‬
ولازالت التراجيديا مستمرة بأبطالها الذين عرفهم الشارع العربي بسعيهم إلى مزيد من التأزيم، وعلى رأسهم عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي، الذي أعطى لحماس مهلة أسبوعين للتوصل إلى اتفاق وإلا تتم إقالة الحكومة من طرف الرئيس أبو مازن، وقد سبق له أن أصدر العديد من التصريحات الاستفزازية أشهرها تلك التي علق بها تكليف هنية بتشكيل الحكومة عندما قال “إن فتح نجحت في جر حماس إلى برنامجها” وعندما اعتقلت إسرائيل وزراء حماس دعا عزام الأحمد إلى السرعة في التصرف، لأن الحكومة كانت في حالة شلل، وهو ما اعتبر حينها استغلالا‮ ‬للظرف‮ ‬الحرج‮ ‬الذي‮ ‬كانت‮ ‬تمر‮ ‬به‮ ‬حماس‮ ‬عوض‮ ‬التضامن‮ ‬معها‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!