حصاد السنة

الأحداث التي ميزت سنة 2014 بحلوها ومرها ستبقى راسخة في ذهن كل جزائري، فلعل الشعب بأكمله يتذكر أول ما يتذكره الانجاز الكبير الذي حققه الفريق الوطني لأول مرة في تاريخه في مونديال البرازيل الأخير حينما بلغ الدور الثاني بعد 4 مشاركات لم يحقق فيها صعودا الى الثمن النهائي..

وعلى الصعيد السياسي، فالانتخابات الرئاسية الأخيرة لن تمحوها السنون ولا الأيام ولا الشهور اذ فاز المترشح “بوتفليقة” على المتنافسين الآخرين وهو على كرسي متحرك، لم يشارك في حملته الانتخابية بخطوة ولم يكلم الشعب بحرف واحد، بل فوض ذلك لآخرين حملوا عنه هذا العبء، على الرغم مما قيل عن نتائج هذه الانتخابات إلا أن الشعب بقي يرقب الجديد في كل شيئ حتى اصطدم بواقع نقل الرئيس الى مستشفى فرنسي للعلاج، وفعلت الاشاعة فعلتها..كما في كل مرة، لأن هذا الشعب آخر من يعلم، أو آخر من يجب عليه أن يعلم..هكذا يريدوننا أن نكون..

أما في الشأن الدولي فالسيسي رئيسا لمصر “بالحديد والسيف”

وقادة الاخوان المسلمين يقبعون وراء غياهب السجون ظلما وزورا.

الذي تأثر بمجيء السيسي هم الفلسطينيون الذين أرغمهم الاحتلال الصهيوني على قضاء رمضان والعيد وبقية الأيام في العراء وسط برك الدم والدمار، وسجلت حينها غزة موقفا بطوليا رفعت به رأس العرب جميعا.

ثم لنعرج على الجانب الصحي، فأمراض غريبة وصلت البقاع المقدسة ك”كورونا” التي قتلت العشرات في مكة المكرمة، ثم تلتها “ايبولا” في عمق افريقيا، ظاهريا اتخذتها المملكة المغربية حجة لتأجيل إقامة كأس افريقيا على أرضها، ثم الحمى القلاعية التي أصابت البقر وأربكت السلطات الجزائرية في مكافحة هذا الوباء.

وبقي في الأخير أن نشير الى أنه لأول مرة يقوم جهاز الشرطة بالسير على الأقدام الى مقر رئاسة الجمهورية للمطالبة بتحسين ظروف العمل، وهي سابقة خطيرة في تاريخ البلاد..

نأمل أن يكون العام القادم مليئا بالمسرات التي تسعد هذا الشعب الذي مل من حياة التناقضات في الجزائر.