جواهر
باحثون يؤكدون من خلال أول دراسة لحضور المرأة في وسال الإعلام الثقيل:

حضور المرأة في القنوات التلفزيونية مجرد “ماكياج”

وهيبة سليماني
  • 4544
  • 6
ح.م

كشفت دراسة ميدانية، قام بها الدكتور بكلية الإعلام رضوان بوجمعة، عن واقع المرأة في وسائل الإعلام السمعية والبصرية، حيث توصلت هذه الدراسة إلى أن الأغلبية الساحقة لحضور الرجل في البرامج الجادة والمتعلقة بالمواضيع الاقتصادية والسياسية، فيما تتواجد  المرأة في الحصص الأقل جدية.

بلغت نسبة حضور المرأة كفاعل من خارج المؤسسات الإعلامية، 19 بالمائة فقط، أي امرأة ضمن 5 رجال، أما تواجد النساء كمادة إعلامية عبر قنوات التلفزيون الجزائرية منها قناة “الشروق تي في”، فلا تتجاوز نسبة 20.26 بالمائة، وفي الراديو 13.04 بالمائة.

وأوضح الإعلامي رضوان بوجمعة، أن المسالة سياسية، هدفها جعل ظهور المرأة في التلفزيون العمومي مجرد “ماكياج”، حيث أكد أن دراسته الميدانية التي شملت قنوات تلفزيونية وإذاعية عمومية، وقنوات خاصة منها “الشروق تي في”، توصلت إلى أن نسبة اللجوء للمرأة كمصدر للمعلومة في التلفزيون بلغت فقط 18.16 بالمائة، وفي الإذاعة 23.24 بالمائة، كما كشفت الدارسة أن مركز المعلومة في الغالب تكون من الرجل.

ورغم تواجد المرأة في وسائل الإعلام كمهنية، بنسبة 45.08 بالمائة، إلا أنها حسب الأستاذ رضوان بوجمعة، لا تتولى المسؤوليات، خاصة في حصص السياسة والاقتصاد، حيث قال إن وضع المرأة الجزائرية في الخطاب الإعلامي خطير، ونمطي لم يرق بها إلى الواقع الحداثي، والدور الذي اصبحت تلعبه في الكثير من المجالات، وتأسف لتجاهل هذا الدور في صورة المرأة عبر الإعلام.

وجاء عرض هذه الدراسة التي أجريت خلال سنة واحدة عبر عدد من القنوات التلفزيونية والإذاعية العمومية والخاصة، في مقر جمعية الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل “ندى” بالجزائر العاصمة، في إطار ندوة من تنظيم الجمعية الوطنية المرأة في اتصال بعنوان “صورة المرأة في الإعلام”.

وفي السياق، قال الدكتور والباحث، زبير عروس، أستاذ علم الاجتماع السياسي والديني في جامعة الجزائر، في مداخلة بعنوان “الخطاب الإعلامي الديني حول المرأة”، إن النظرة الثنائية لجنس النساء ساهمت فيها قنوات خليجية دينية، وخطابات مشايخ الفضائيات، حيث أصبحت حسبه، المرأة إما مقدسة أو مدنسة، وهذه الأخيرة هي تلك المتهمة بإحداث فتنة في المجتمع الجزائري، سواء جنسية أو بالدعوة للخروج من الدين، وهذا بتكريس أحكام فقهية تجاوزها الزمن، وخطابات تحريضية تريد ان تضع الجزائريات في بيئة بدائية وتحت أحكام الطاعة.

وتأسف لتحول الكثير من الأحكام العشوائية، والمرتجلة، والتي تلي تمثل الدين الإسلامي الحقيقي، إلى قيمة اجتماعية، ثم إلى فساد أخلاقي أدى إلى تصعيد العنف ضد النساء في الفضاءات العمومية وفي الوسط الأسري.

وتساءل ذات الباحث في علم الاجتماع، قائلا “أين دور المرأة القيادي عبر وسائل الإعلام؟.. إن القضية اعم، تتعلق بنساء البحر الأبيض المتوسط ككل، لأن هناك من يستغل الدين في إصدار أحكام تجعل من المرأة إما “مقدسة أو مدنسة!”.

من جهتها، انتقدت أستاذة علوم الإعلام والاتصال، نجمة زراري، محتوى المناهج الدراسية والإعلامية التي لا تزال تضع المرأة في خانة “الكائنات الناقصة”، وتروج للفكر الذكوري، حيث قالت إن المراة تظهر دائما عبر وسائل الإعلام في صورة تقليدية بالية، في الوقت الذي تتواجد في اعلى المناصب والمسؤوليات.

وترى أن التمهيد للفكر الذكوري والتمييز بين الجنسين يبدأ من المدرسة، ويتجلى في الخطاب الإعلامي والديني أحيانا، حيث من المفروض أن يتعامل مع التلاميذ الذكور والإناث على أساس الاجتهاد والذكاء.

وكشفت نفيسة لحرش، رئيسة الجمعية الجزائرية للمرأة في اتصال، أن الهدف من الندوة هو تحسيس الرأي العام بضرورة تصحيح الجانب السلبي لصورة المرأة في الإعلام، والتعامل معها حسب أدائها ودورها في المجتمع في ظل العصرنة والحداثة، والتخلي على الصورة النمطية لها والتي جعلت منها مجرد “مكياج”، خاصة في التلفزيون.

ودعت مديرة جريدة الفجر حدة حزام، الإعلاميات إلى التحلي بالشجاعة وروح المغامرة في تولي المسؤوليات والإشراف على أهم البرامج والمواضيع، حيث أشادت ببعض الصحفيات اللواتي كن يذهبن إلى اخطر الأماكن لتغطية الحدث خلال العشرية السوداء، في الوقت الذي كان الصحفيون الرجال يتحاشون مثل هذه التغطيات الإعلامية.

مقالات ذات صلة