الرأي

“حظوظ جوية”

عمار يزلي
  • 2106
  • 3

رغم أن خطوطنا الجوية، من حيث السلامة والصيانة، تعتبر من أكبر الشركات العربية والإفريقية وبعض الدول في العالم، والتاريخ يشهد لها على قلة الحوادث، فإن ما حدث ويحدث في العالم من أهوال أخبار الجو، يبعث على القلق لدى شركتنا الوطنية. ليس هذا فقط من خلال التضييق على الناس بفرض شبه احتكار للطيران (على أساس حماية الشركة من المنافسة غير المتوازنة)، والذي صار كابوسا لكل مسافر على الجوية الجزائرية، بل وأيضا بداية التخوف من ذهاب تلك السمعة الدولية لشركتنا الملاحية، بعد النزيف الذي شل أوصالها في الأطقم والتقنيين ومهندسي الصيانة الذين التحقوا بشركات طيران أجنبية، ولكن أيضا، لجوء الشركة إلى تأجير طائرات قديمة، مع أنها كانت ولاتزال مطالبة دوليا بتجديد أسطولها ليسمح لها بعبور الأجواء الأوروبية.

نمت على أحداث العلب السوداء للطائرة المحطمة، لأجد نفسي أحقق في شريط الاستماع للاتصالات بعد ما سرقته من فرنسا بطريقة الحيلة (بدلنا لهم الصندوقين الأسودين، بصندوقين آخرين فيهم أغاني الريميتي والشيخ عيسى الجرموني، وجبنا الصح!)، لم أكتشف شيئا يفيد التحقيق في سبب تحطم الطائرة، إنما فهمت من خلال الاتصالات بالطاقم وأبراج المراقبة في الجزائر وواڤادوڤو، بأن 8  ركابجاو واقفين!”، ماكانش لبلاص، وأن بعض الحيوانات الإفريقية كانت قد أقلت على متن الطائرة فيفرست كلاص” (لصالح بعض كبار القوم عندنا). عرفت هذا من خلال حوارات بين الطاقم الأسباني والجزائريين الذين كانوا في المقصورة الأمامية. كما سمعت جزائريا يقول (للربان): أنا حطني غير هنا! وآخر يقول: أنا ننزل في الطريق! دير لاري دير! ثم أسمعمدابزة، وآخر يقول لهم: الشاطما راها تطلق الدخان، باينة الطيارة راها تاكل الزيت! ثم آخر: ما عمروشلبلاننتاع الڤازوال.. قالك غالي، حتى لدزايز! ثم سمعت امرأة تقول: أشهد أن لا إله إلا الله.. بعدها عرفت أن الطائرة كانت تهوي! لم نسمع في التسجيل صوت انفجار، لكن الشعب هاج. الصراخ كان لا يترك التسجيل نقيا. بعدها كلمة تبدو للبيلوت وكانت بالإسبانية: آه، مي مادري.. كي صوي طراباخو؟.. (باينة عليه، كانت تالفتله الربعة!).. فقد هجم عليه الركاب وكل واحد يقول له: دور من هنا، أغوش، آدروات، قيسني غير هنا، أنا ننزل في لاري الجاي.. هذا كارصان مشي طيارة! الأمن في واغادوغو، ليس بالجيد، فقد سمعت فرنسيا يقول: “أو أي مون بيبي كروكوديل..؟“.

وعندما استيقظت، كنت قد سقطت من الناموسية على وجهي من كثرة لسعات الناموس!

مقالات ذات صلة