جواهر
تعتمد على المظاهر والماديات

حفلات زفاف عصرية تبدأ كالأحلام وتنتهي قبل نهاية العام

زهيرة مجراب
  • 2438
  • 7
ح.م

يقترن ذكر موسم الصيف في ذهن الكثيرين بموسم الأفراح والأعراس، فأشهره هي المفضلة لدى الراغبين في دخول القفص الذهبي، ومع أن الكثير من العادات والتقاليد زالت واختفت، وحلت محلها أخرى جديدة مستوردة من أفلام تركية وهندية، أفقدت الأفراح بهجتها والحياة الزوجية وهجها وعجّلت بانتهاء الارتباط سريعا بالطلاق.
يصف الكثير من المسنين حياتنا بأنها سريعة وبها الكثير من التغيرات والتحولات حتى الحياة الزوجية يرونها اليوم أقل صلابة ومتانة مما كانت عليه بالأمس، حتى أصبحت المثل الشعبي الشهير “في الصيف القاطو وفي الشتاء البوقاطو” خير توضيح وشرح لها، فبالرغم من المعرفة المسبقة للزوجين والحب والهيام الذي يجمعهما قبيل الخطوبة والزواج، غير أنه في الغالب لا يصمد بعد أن يجتمعا تحت سقف واحد، فكل المشاعر السابقة التي تم تعتيقها لسنوات تزول وتختفي فجأة ويصبحا مثل شخصين غريبين يلتقيان لأول مرة.
تحكي لنا إحدى الفتيات والتي كانت على علاقة مع طليقها منذ أن كانا في السنة الثالثة ثانوي، ودرسا معا الاقتصاد في جامعة دالي إبراهيم، ثم تقدم لخطبتها بعد حصولهما على شهادة ليسانس وتزوجا بعد ثلاث سنوات من الخطبة، أي دامت معرفتها به حوالي 7 سنوات، وبعد زواجهما اصطدمت بالكثير من المشاكل العائلية لتقرر بعدها الانفصال عنه والعودة لمنزل أهلها بعد 6 أشهر من الزواج.
ويعتقد الكثيرون أن لمظاهر البذخ والإسراف والتبذير خلال فترة الخطوبة، وعقد القران المدني والشرعي والزفاف دور كبير في المشاكل التي تحدث بعد الزواج، فالعادات التي تغيرت وأصبح العريس مجبرا على جلب خاتما من الخطوبة وهدية للعروس من ملابس أو مواد تجميل وكعكة وورد، ثم تأتي المهيبة في المناسبات والأعياد، زيادة على المهر والذهب وخاتم الارتباط “الفيونساي”، ثم الفاتحة والعقد والذي يتطلب هدي من الذهب أيضا للعروس، فكبش العرس والقاعة وغيرها من المصاريف التي تتخطى 100 مليون على أقل تقدير، أمام موجة الغلاء تدفع بالكثيرين سواء العريس أو العروسة للاستدانة ليجدا نفسيهما غارقين في الديون ومحتاران في كيفية تسديدها، وهو ما ينعكس على نفسيتهما ويتسبب في حدوث مشاكل وخلافات بينهما.
ويحمل العديد من كبار السن قانون الأسرة والحرية التي باتت تتمتع بها النساء من خلال خروجهن للعمل، وإمكانية طلبهن الطلاق عن طريق الخلع في حال استحالة العشرة الزوجية، فرفض الزوجات الصبر والتحمل على كل ما يلاقينه من صعوبات في بداية الزواج أو حتى بعد الإنجاب أصبح أمرا معروفا لدى نساء الجيل الحالي، ليكون الطلاق لأسباب واهية، فهناك من تخلع زوجها بسبب طول شنبه، وأخرى تخلع زوجها لرفضه السماح لها بالذهاب للأعراس، بينما إحداهن خلعت زوجها لرفضه تغيير ديكور المنزل، هي سيناريوهات مختلفة وأسباب تتغير، لكنها في غالب الأحيان النهاية الحتمية لزفاف يبدأ كالأحلام وينتهي في قسم شؤون الأسرة.

مقالات ذات صلة