حقيقة أم تشويش؟
-
-
1107
-
0
الكل يتحدث عن لوبيات وجماعات ضغط تستخدم وسائل غير قانونية في ابتزاز الدوائر الوزارية من أجل الحصول على امتيازات خاصة أو مشاريع كبرى مثل الطريق السيار شرق ـ غرب، لكن لا أحد كشف لنا هذه اللوبيات التي سعت إلى إجهاض مشروع العصر من خلال ضغوط وتهديدات، كما أنه لا أحد حرّك دعوى قضائية ضد هذه الممارسات المضرة بالاقتصاد الوطني ومستقبل التنمية في الجزائر.
رشيد ولد بوسيافة
وما يثير الغرابة هو أن يقول وزير يشرف على وزارة تسير موارد ضخمة وتفوق ميزانيتها السنوية ميزانية دولة مجاورة: إن البقاء على قيد الحياة هو مكسب في حد ذاته، ويمر هذا التصريح الذي يكشف عن تجاوز خطير حدث دون أن يثير أية ردود فعل سريعة، هو ماهية الجهات التي تقف وراء هذا العمل الشنيع، وتعمل على إفشال مشروع ضخم بحجم مشروع الطريق السيار شرق ـ غرب الذي أسال لعاب الشركات العالمية الكبرى، بالنظر إلى الاعتماد المالي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الجزائر.
حكاية المليار دولار التي أثيرت حول المشروع لا ينبغي المرور عليها هكذا ولا يمكن اعتبار الموضوع منتهيا، فإن كان لها أساس ينبغي التحقيق فيها، أما إن كانت مجرد ادعاء، فلصالح من أثير هذا الموضوع؟ ولماذا التشكيك في أكبر مشروع في الجزائر؟ وهو مشروع دولة قبل أن يكون مشروع وزارة، كما أنه مشروع رئيس قبل أن يكون مشروع وزير.
والخوف كل الخوف من أن الضجة التي أثيرت حول الطريق السيار جاءت نتيجة فوز مجمعين من الصين واليابان اللذين يضمان 39 شركة بصفقة إنجاز المشروع، رغم المنافسة الأمريكية والفرنسية التقليدية في مثل هذه المشاريع الكبرى، فتكون تلك اللوبيات تتحرك بإيعاز من الخارج، كما يحدث في بلد عربي شقيق مزّقته الحروب، لأن ولاءات أبنائه خارجية ولا تتحرك إلا بإذن وطلب من السفارات.
إن أهمية الاعتمادات المالية الضخمة التي رصدت لمشروع الطريق السيار تتطلب حرصا كبيرا وشفافية مطلقة ومحاسبة دقيقة ومتابعة دائمة، لكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار القانون وبعيدا عن الممارسات الخاطئة، لأن الأمر يتعلق بجزء كبير من موارد الجزائر ومقدراتها الاقتصادية.
