حقّ وباطل!
لا أحد بإمكانه أن يقتنع بمبررات الإدارة في منعها الناس من اعتناق الإسلام، ولا بالحجج التي تدّعي أن سبب تأخير الاعتراف بالشهادتين هو الاحتياط أمنيا من هؤلاء،
-
بل الواقع أن هذه الإدارة وظّفت خبراتها في البيروقراطية لطرد المسلمين الجدد من الأجانب وحثّهم على البقاء في جهلهم يعمهون، مثلما حدث مع الفرنسية صابرين في ولاية قالمة، وقبلها مع الكثيرين!
-
مبرّرات الخوف من الأجنبي الذي يعتنق الإسلام بحثا عن فائدة دنيوية زائلة أو لتحقيق هدف معين، سقطت جميعها أمام حالات الاختراق الديني الذي تعرضت له البلاد في السنوات الأخيرة بفعل حركات التنصير، فهل من العقل تصديق تخوّف الإدارة من المسلمين الجدد مقابل اطمئنانها التام للمتنصرين الجدد من أبناء البلد الذين يتكلمون لغتنا ويعرفون تقاليدنا ويشاركوننا نفس الانتماء للوطن؟!.. أيهما أخطر.. اختراق الغريب الذي نتوقع عداوته، أم انقلاب ابن البلد الذي أفرطنا في الوثوق به؟!
-
الملفت للانتباه أيضا في قضية التعامل مع ملف المسلمين الجدد في الجزائر، ومعظمهم من الفرنسيين أو الأوربيين عموما أن الإدارة تعاملهم وكأنهم أخطأوا وتجب معاقبتهم، أو بأنه ينبغي دفعهم لتخليص فواتير سابقة، وهنا مكمن الخطر، فأن تصبح مسلما، لأنك تلفظت بالشهادتين في مسجد يقع بولاية جزائرية ليس معناه أن تصبح مسلما جزائريا.. والإيمان بالله لا يعني الإيمان بالإدارة وتصديقها، خصوصا عندما يكفر معظم الجزائريين بممارسات تلك الإدارة ويصفونها بالضالة والمضلّة؟!
-
لابد على المعتنقين الجدد للإسلام أن يفصلوا ما بين الحق الذي اتبعوه والباطل الذي تروّجه الإدارة، كما أن لهذه الأخيرة فرصة متابعة كل حالة لوحدها بعد النطق بالشهادتين، وليست هنالك فائدة وراء تعسير الأمر على هؤلاء أو تصوير الموقف وكأنهم سيدخلون إلى الجحيم!