رياضة
المدرب الجديد للخضر جمال بلماضي يكشف عن شخصيته:

“حكمة” سعدان و”صرامة” خاليلوزيتش و”هدوء” غوركوف

مسعود علال
  • 11475
  • 17
ح.م

أظهر المدرب الجديد للمنتخب الوطني، جمال بلماضي، خلال الندوة الصحفية الأولى التي عقدها زوال السبت، بالمركز التقني لسيدي موسى، مؤشرات قوية وإيجابية في تصوّره للطريقة التي سيشرف بها على “الخضر” و”العقلية” التي سينتهجها قصد أداء مهمته الجديدة، حيث بدت على بلماضي عدة صفات اتسم بها مدربون سابقون للمنتخب الوطني، لكنها اجتمعت كلها في شخص المدرب السابق لنادي الدحيل القطري، وهو ما سيصب في مصلحته قصد الخروج بالمنتخب من النفق المظلم الذي يتواجد فيه منذ مدة طويلة.
في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه التشكيلة الوطنية منذ رحيل المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، في نهاية شهر مارس من العام 2016، وما صاحبه من تفكك للمجموعة، وصل إلى حد إنشاء “تكتلات” ما بين اللاعبين، وتراجع في النتائج خلال عهدتي المدربين السابقين لوكاس ألكاراز ورابح ماجر، وقبلها ميلوفان رايفاتس وجورج ليكنس، تعالت المطالب بضرورة انتداب مدرب كبير و”مونديالي” أو “عالمي” يعيد القاطرة إلى السكة الصحيحة وعلى جميع المستويات خاصة الفنية والانضباطية منها.
ويعرف عن بلماضي سواء خلال مشواره الكروي كلاعب أو كمدرب “مقته” للخسارة حتى ولو تعلق الأمر بالمباريات الودية أو حتى تلك التي كان يلعبها مع أصدقائه في العاصمة القطرية الدوحة، كما يعرف عنه شخصيته القوية وصرامته وحزمه وعدم تلاعبه بالأمور الانضباطية وكذا عدم قبوله التدخل في شؤونه التقنية، وأظهر بلماضي ذلك خلال أول خرجة إعلامية له، والتي بدا فيها صريحا وواثقا من نفسه بعدما حضّر نفسه جيدا لمواجهة وسائل الإعلام، فضلا عن رفعه التحدي وإعلانه بأنه سيطالب اللاعبين بإحراز كأس إفريقيا 2019.
وذكّر ذلك الجميع بالمدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش الذي كسب قلوب الجماهير بفضل شخصيته القوية وصرامته، التي طالت بعض “نجوم” الخضر في صورة ياسين براهيمي ورياض محرز وسفيان فيغولي وسفير تايدر وإسحاق بلفوضيل ورفيق جبور وغيرهم، وعلى خطى البوسني، توعد بلماضي بمعاقبة كل من تسول له نفسه الإخلال بقواعد الانضباط.
لكن اللاعب الأسبق لنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي، أظهر ميزة أخرى، بعدما أبرز وجها آخر يتميز بـ”الليونة” والحكمة والتركيز على العلاقات الإنسانية، وهي صفات يشتهر بها شيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان، الذي أشرف على المنتخب عدة مرات، وكانت تلك الصفات تمثل “سلاحا” بالنسبة له لمواجهة التحديات والصعاب، وقام بلماضي بمغازلة لاعبي المنتخب الوطني خاصة “النجوم” منهم، بل ودافع عنهم ورفض تحميلهم مسؤولية الفشل لوحدهم، عندما أكد بأنهم يحبون الجزائر ويضحون من أجلها ومن أجل المنتخب، وبأنهم يمنحون كل ما لديهم عندما يحملون قميص الجزائر، كما انتفض من أجل التوقف عن الجدال العقيم الذي يدور حول ما يعرف بقضية “اللاعبين المحليين ومزدوجي الجنسية”.
ورغم الحالة السيئة التي تميز المنتخب الوطني الذي تراجع مستواه إلى أقصى درجات الانحطاط، تحلى بلماضي بالهدوء والرزانة اللتين تميزان المدرب الأسبق للخضر، الفرنسي كريستيان غوركوف الذي كثيرا ما دافع عنه لاعبو المنتخب وطالبوا ببقائه خلال عهد الرئيس السابق للفاف محمد روراوة، وهو دليل على تعلقهم به لارتياحهم معه.
وكثيرا ما وقع غوركوف في مواقف صعبة خلال الـ32 شهرا التي قضاها مع الخضر لكنه تمكن من تجاوزها بفضل هدوئه وصبره ورزانته، على غرار الدور قبل الأخير من تصفيات مونديال روسيا 2018 أمام تنزانيا، حيث قاد المنتخب للفوز بسباعية كاملة على تنزانيا بالبليدة في لقاء الإياب، واقتطع تأشيرة المرور للدور الأخير، رغم أن المنتخب كان يبدو قد رهن حظوظه في التأهل عندما كان خاسرا في لقاء الذهاب بهدفين قبل أن يسجل سليماني ثنائية منحته التعادل، كما تخطى غوركوف أيضا بفضل هدوئه ما خلفته مباراتا غينيا والسنغال الوديتان في أكتوبر 2015، وكذا نهائيات كأس إفريقيا في غينيا الاستوائية في نفس السنة.
ويبدو أن بلماضي، استفاد من دروس سابقيه، واستوعب جيدا ما عايشوه والأخطاء التي وقعوا فيها، وظهر خلال الندوة الصحفية عارفا بل ملمّا بخبايا الاتحادية والمنتخب واللاعبين حتى المحليين منهم، وبالبطولة الوطنية ومشاكلها، كما بدا وكأنه رسم استراتيجيته وخطته التي سيسير بها مستقبلا، في انتظار انطلاقته في التحدي الجديد بداية من الثامن من شهر سبتمبر المقبل عندما يواجه الخضر منتخب غامبيا ببانجول في الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا 2019.

مقالات ذات صلة