حكومة الحلابة

أمام ما ورد من أخبار عن تفاهم بين الحكومة وأرباب الحليب بشأن الاتفاق على إضافة مسحوق الذرة للحليب، حتى دون إشراك الأطباء في هذا الأمر، وجدت نفسي أنام على كأس حليب أخضر”لست أدري لماذا يقال “حليب أخضر” رغم أنه أبيض!..تماما كما نقول أعطيني”بيضة” رغم أن لونها ليس أبيض دائما! أو نقول “الفيروج… لخضر!”. نمت لأجد نفسي أنتفخ إلى درجة لا تطاق! نشاء الذرة فيما يبدو قد ولد في أمعائي انفجارا ذريا! قلت لبائع الحليب غدا: الدولة ما جبرت وين تجري تجارب التفجير”الذري” غير في كروشنا؟..ورحت أسب وأشتم مثل الأنانيش: اللي دارنا الذرة في حليب الذراري، الله يدير له في عينيه الشامبوان، الله يجعل الصباط يدبره، الله يجعله ياكل همبورغر بالهريسة”.

ذهبت لأشتري اللحم من عند الجزائر، فلم أجد في جيبي ما يشتري لي رطل لحم! كيلو اللحم..تحسب راهم يجيبوه من “بيت لحم”! أردت شراء دجاجة صغيرة لا تتعدى الكيلو..ففزعت للسعر! قال لي البائع: الدجاج راه غالي، ماكلته راها غالية! قلت له: والبيض؟ علاه غالي؟ قال لي: الجداج غالي، أولاده، سينورمال يغلاو! قلت له: غير أحنا اللي نرخسو! قال لي: لهذا راهم في بعض الأحيان، يخلطوا ماكلة الدجاج مع النجارة.. قلت له: عليها كي ناكل لحم الدجاج نحسب روحي راني ناكل في خزنة وإلا سداري! وعليها البارح، جيت ناكل بيضة مسلوقة، جبرت روحي ناكل في”زربوط”! ثم قلت له: وعلاش الدجاج راه يموت هذه الأيام بالملايين؟ قال لي: التلقيح، بيريمي..! قلت له: أنا يبان لي يشربوا الدجاج الماء الطابخ، باش يبيعوه طايب والبيض حتى هو يجي مسلوق من عندهم! ما يخسروش فيه دراهمهم، غير أحنا اللي نخسروا معهم صحتنا بدراهمنا! والدولة وين راها؟ قال لي وهو يريني ويبتسم، شيخا هرما في كرسي متحرك، قبل أن يقول لي: راك تشوف فيه مسكين، كان كالبريزيدان، بخير عليه، كان يربي الغنم والدجاج ومن بعد كان عنده وزينات! عطاوه تلقيح نتاع بقرة، ها راه كيفاش ولى: اقتربت من الشيخ المعاق وقلت له متأسفا: آآالحاج..الله يجيب الشفا! حتى حنا ڤاع رانا في الطريق، أنتم السابقون ونحن اللاحقون..رانا نشربوا الحليب بمسحوق الذرة، رانا ڤاع رايحين نوليوا بڤري.. بڤارة….غير باش هما يعمروا الدوارة ويلموا الدراهم بالشكارة..داروها فينا زكارة.. هذا القوم النكارة.

وأفيق وأنا أتقيأ جوفي بمادة بيضاء: آآآه يالحلابة… قلوب النصارى