-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حكومة الشعب “المحتار”!

عمار يزلي
  • 2963
  • 0
حكومة الشعب “المحتار”!

أمام ما يحدث عالميا ومحليا من تصعيد خطير على مستوى الأمن العالمي وخطر إعلان فرنسا والغرب عموما الحرب على التطرف الإسلامي باسم الحرب على الإرهاب، وبداية العد العكسي لانفجار الوضع الدولي باسم مواجهة “الإرهاب” بتناطح مباشر بين الحلف الأطلسي المتعاطف مع تركيا (التي كانت خلال الحرب العالمية الأولى في مصاف الأعداء رفقة ألمانيا)، وروسيا صاحبة حلف وارسو سابقا، وانهيار سعر النفط والسياحة والوضع الأمني بشكل عام في عموم بلدان الغرب والشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا، لم يعد أحد الآن قادرا على معرفة إلى أين تتجه البوصلة! لكن كل المؤشرات والدلائل تشير إلى أن الحرب الباردة وشهر العسل بين الغرب وروسيا قد انتهت في أكثر من موضع ونقطة، وأن مآل الصراع هو التصعيد! فكل الحروب العالمية بدأت بحادثة معزولة، سرعان ما تم دحرجة الموقف ليتحول إلى كرة ثلج ما تلبث أن تتحول إلى قنبلة.

على المستوى الوطني، ومع نهاية السنة 2015، كل المؤشرات تقول أن الدولة التي اشترت مؤقتا السلم الاجتماعي بالمال، عادت، بعد نفاد المال، “لتسترجع” ما “سلفته” للشعب أيام البحبوحة وضمه إلى بيت مال “المص ـ لمين”، والتهيؤ لصد أي تحرك شعبي بتلويح عصا “الإرهاب” وعودة العمل بحالة الطوارئ لسنوات عديدة قادمة لا قدر الله! هذا هو السيناريو الأسوأ الذي كنا قد حذرنا منه مرارا وتكرارا على أساس أن “المورفين” المحقون للشعب المحتقن، لا يمكن أن يدوم، وأن مفعوله سيأتي بعكس “التهدئة”، لأن المرض يكون قد وصل إلى حالة يتوجب فيها البتر الذي لا تنفع معه المهدئات!

نمت لأجد نفسي أجتمع رفقة 1962 شخص من رجال أعمال وسياسيي الأعمال، وعمال الإدارة الكبرى وكبار الموظفين في الجيش والأمن وكبراء الجاه والمال والسمعة! اجتماع استثنائي باعتبار هذا “المؤتمر” هو مؤتمر “سقيفة بني مساعدة” الذي سيوقف المساعدات بعد تأزم المسألة: قلت لهم في الفسطاط التي جمعتنا في “صحراء السحراء”: علينا أن نخرج بقيادة وحكومة من 10 وزراء لضمان استمرار بقائنا ودوام مصالحنا! نحن هم ملاك البلاد وأصحابها الشرعيين، أما بقية الغاشي فهم مجرد خدام وعمال، علينا أن نسكتهم أو نهلكهم بكل أساليب الترخيس والغلاء حتى نعلمهم “الزنباع وين ينباع”! سنعمل على تمرير قوانين تضمن بيع الشركات الوطنية كلها بدون اسثناء! سنخوصص كل القطاعات ونبيعها للمستثمرين الأجانب، حتى نبقى نحن فقط نعيش على الضرائب التي نجنيها من المستثمرين مهما انخفض سعر النفط! لن نتضرر من ذلك، الشعب هو “اللي البحر على يماه”! شعب فنيان ويعتقد أنه فنان! يحب يسلك بلا ما يخدم! نحن سوف نعلمه كيف سيعامله الفرنسيون والأجانب عندما يحلوا ببلادنا، أي بلادهم! سيبيع كلهم قوة عمله وزوجته وبناته بالسيف على أمه لكي يعيش ولا يفتح فمه إلا للقمة العيش! سنبيع كل الأشياء. حتى الحكومة سنستورد من الغرب حكومة تحكم باسمنا ونحن فقط ندفع لها أجرها الشهري! هكذا، سيكون عندنا رئيس وحكومة أجنبية تحكم باسمنا (أو بالأحرى نحن من يحكم باسمها!) ونكتفي نحن بجني القليل من ضرائب السلع والصادرات والواردات ونعيش عيشة هنيئة بلا خدمة بلا زدمة بلا تكسار الراس مع هذا الشعب اللي بلا أساس ولا راس!

وأفيق ورأسي يكاد ينفجر ألما: أعطوني حبة أسبيرين! هذا الحلم لا يفسره حتى ابن سيرين!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • محمود واد امهية

    ولاسلام اللهم الطف
    وارزقمن يحكمونا البطانة الصالحة جفف منابع النقط حتى نعتمد على انفسنا بنا في سنة 2016

  • محمود واد امهية

    السلام عليكم ايها الاستاذ الفاضل كانك معي كانك قراءت افكاري الغد مظلم نحن نسير في اتجاه المجهول تعودنا عى البيبرو تعودنا على المهدئيات تعودنا على كل شئ الا التسيير الحسن للشاءن العام ان الظروف المحيطة بنا واحداث باريس وانخفاض سعر الذهب الاسود سود الله وجه من جعلنل نعتمد عليه كلية في حياتنا اسقاط الطائرة الروسية فوق الاراضي التركمانية والاخطر من ذلك تحول مؤتمر المناخ في باريس الى محاكمة الاسلام المتطرف كما يزعمون الارهاب حسب تعريفهم غالب الشعوب الغربية لا تفرق بين الارهايب

  • بدون اسم

    يا هذا ربما لم تفهم كلامي و لو فهمته ما تفوهت بذلك... أليست هذه هي عقلية الجزائريين الذين مازالوا لحد اليوم يفضلون النوم على العمل و أصبح لسان حالهم يررد هذه العبارة "الرقاد و بيع البلاد"... أما عن العشرية الحمراء تضررت منها ربما أكثر منك و من أمثالك؟؟؟

  • zizou

    فال الله ولا فالك ياناقص أيمان الله لايبارك فيك لو ذقت مرارة العشرية السوداء لاتتجرأ يوما وتقول هذا الكلام (الرقاد وبيع البلاد ) أنا أنصحك بيع بيتك هى الأولثم تكلم عن البلاديا عديم الضمير.

  • بدون اسم

    لقد وصلنا إلى نهاية الطريق و تحقق ذلك المثل الشعبي القائل "الرقاد و بيع البلاد"؟؟؟

  • بدون اسم

    تابع
    خاصة هذا لي جا يأكل في لحكم شعيب لخديم بالباتينتا و الله يا أستاذ أنا شخصيا راني خايفة لا يفرض علينا ضريبة على التنفس يا ولي واش يخسر يديرها بحجة انكم تلوثون سماء الجزائر بعد أن تم تلويث أرضها الطاهرة من أصحاب المال و الجاه و النفوذ ووووو
    يا أستاذ على رأي المشارقة الجزائر بدها رجال يحبوها و يخدموها ما بدهاش رجال يقولوا واش أعطت لنا البلاد
    مسكينة الجزائر و شعبها ما فهمت والو ساعات نقول هذي كاش دعوة شر و ساعات نعقال و نقول لا لا هذي أخرت ليحكموه بلا راي و لا رؤية
    اللهم عليك بداعش

  • بدون اسم

    يا لطيف فالك في جلالك اللهم اجعله خير هههههههههههه
    حقيقة مرة لكن و مع ذلك نقول للشعب المسكين رب يحميه و دعاوي الشر تلحق تلحق مهما طال الزمن
    يا أستاذ يزلي الشعب راه يقول ما كليت ما ديت حقي في البترول ذوقني الريحة و هربوا بالطنجرة فرغوها و قالولي بح كلاها القط
    ما اعجبني في حلمك حكومة بعشرة وزراء إنشاء الله يتحقق الحلم و هذا نربحو الفلوس و نتهناو من فيقوراتهم (وجوههم).
    آه لو كان كاين لي يحكي منامك لفخامته أنا متيقنة أنه سوف ينظر في الأمر و طردهم كاملين خاصة هذا لي جا يأكل في لحكم شعيب لخديم