رياضة

حياتو لا يحب الجزائر

ياسين معلومي
  • 9032
  • 14

ضربة موجعة تلقاها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي يترأسه عيسى حياتو، نهاية الأسبوع، بإلغاء محكمة التحكيم الرياضي بسويسرا، قرار إقصاء شبيبة القبائل من كل المنافسات الإفريقية لموسمين متتاليين، بعد مقتل اللاعب الكاميروني لشبيبة القبائل ألبيرت إيبوسي خلال لقاء الجولة الثانية من البطولة الجزائرية.. قرار أثلج صدور كل الجزائريين بعد المهازل التي عرفتها الكاف مؤخرا وفي كل المنافسات التي تديرها، وكأنها تصفي حساباتها مع بعض الدول الإفريقية وخاصة الجزائر التي حرمتها من احتضان منافسة كأس إفريقيا 2019 أو 2021 رغم الملف القوي الذي تملكه الجزائر. وفضل رئيس الكاف رفقة هيئته بلدانا أخرى لاعتبارات لا يعرفها إلا هو ومقربوه، ضاربا عرض الحائط الإمكانات الكبيرة واستعداد الدولة الجزائرية لاحتضان منافسة من حجم كاس إفريقيا، خاصة وأن الجزائر بصدد بناء ملاعب بمقاييس عالمية لاحتضان العرس الإفريقي القادم، الذي من المنتظر أن يعلن عنه في الأسبوع الأول من شهر أفريل القادم، ولا داعي لـ”الذي يكره الجزائر” أن يجدد حججا واهية ويختار بلدا آخر عوض الجزائر، التي لم تحتضن هذه المنافسة منذ أكثر من 25 سنة. وعليه، في زيارته المقررة الأسبوع القادم لحضور كأس السوبر الإفريقي بين الوفاق السطايفي والأهلي المصري أن يتراجع عن “ذهنيته الضيقة” وينصف البلد الذي كان وراء اعتلائه عرش القارة الإفريقية.

فضيحة كأس إفريقيا للأمم التي انتهت منذ أيام والتي لعبت في غينيا الاستوائية، بعد انسحاب المغرب التي سلطت عليها عقوبات قاسية تحرمها من المشاركة في نسختين متتاليتين وغرامة مالية وصلت إلى 10 ملايين دولار.. دخلت مباشرة في سلسلة الفضائح، التي عاشتها الهيئة الإفريقية منذ سنوات، بسبب المشاكل التي عاشتها كل المنتخبات المشاركة، سواء من الناحية التنظيمية أم حتى الفنية، أين خرج البعض منها ناقما على الرئيس حياتو، الذي تعامل بمكيالين مع البلد المنظم لرد الجميل له على استضافته للمنافسة القارية في آخر لحظة مع سوء التحكيم والعنف والفوضى وحتى العنصرية، ليبقى الكاميروني لعهدة أخرى بعدما تلقى الضوء الأخضر من كل البلدان الإفريقية، الذين أمضوا له مؤخرا على وثيقة “شرف” للبقاء لعهدة أخرى، وهو يعمل في سرية تامة لتغيير قواعد الترشح لرئاسة الكاف بإلغاء قانون “تحديد سن الترشح”، رغم أن الكاف تمنع البقاء في المنصب على كل من بلغ سن السبعين، وسيكون هذا التغيير غير القانوني بمباركة هيئته الموقرة في الاجتماع القادم للكاف بالقاهرة.

قارتنا الإفريقية التي لا تزال تسير في طريق النمو الرياضي لم تجد أي شخصية قارية قوية بإمكانها زعزعة الشيخ الكاميروني، رغم محاولات فاشلة ماتت في المهد لبعض الشخصيات التي عادت في الأخير إلى المحيط المتعفن لحياتو لإبقائها في المحيط الكروي.. ألم يحن الوقت بعد ليغادر عيسى حياتو منصبه على رأس الكاف ويتركه لشخصية أخرى شابة بإمكانها الدفاع عن حقوق الأفارقة في الهيئات الدولية، خاصة وأن الكرة الإفريقية تطورت كثيرا، وأصبحت تنافس حتى أحسن المنتخبات في العالم مثلما حدث في المونديال الأخير بالبرازيل، أين وقفت المنتخبات الإفريقية الند للند لأحسن الفرق العالمية مثلما أظهره المنتخب الجزائري الذي أقصي بصعوبة كبيرة أمام بطل العالم العملاق الألماني.

مقالات ذات صلة