جواهر

حين يتحول الزواج إلى قيد!

نادية شريف
  • 2533
  • 12
جواهر الشروق

ينظر العديد من الناس إلى عقد الزواج على أنه عقد ملكية يتحتم على الشريك بموجبه الخضوع لجملة من القوانين الصارمة التي تحدد حركاته وسكناته، وتحسب له أنفاسه وتحاصر عليه إحساسه..

فترى الرجل الذي تسكنه نزعة التملك مثلا يفرض على زوجته حظر التجول عن سابق إصرار، فلا دخول ولا خروج من المنزل لا بإذنه ولا بدونه، واستعمال الهاتف المحمول من المحرمات على خلفية مغامراته ” البورطابلية” مع الألوفات، أما أخذ قسط من الراحة فلا يكون إلا بعد تعب وإرهاق شديدين باعتبارها موجودة معه لخدمته دون تذمر أو شكوى.

وتتعدى تدخلاته في خصوصياتها إلى حرمانها من مجرد إبداء الرأي لأن الكلمة الأولى والأخيرة للرجل صاحب القوامة، الآمر والناهي، فلا تلبسي هذا الثوب، ولا تشاهدي هذا البرنامج، ولا تتكلمي بصوت مرتفع على صوتي، ولا تضحكي إلا بإذني، ولا تستقبلي صديقاتك، وما إلى ذلك من الأشياء التي تجعل المرأة تندم على اليوم الذي تزوجت فيه، لأنها تشعر بأن شخصيتها ألغيت تماما على يدي رجل مصاب بداء التوجيه والإرشاد دون تأدب، اختارها من بين مئات النساء لينغص عليها حياتها، ويحسب خطواتها، أو يتركها في البيت كقطعة أثاث مكملة للديكور، وهذا معول هدم لا بناء.

أما المرأة المتملكة  فبمجرد العقد تتحول إلى ضابط شرطة وظيفتها الأولى والأساسية استجواب زوجها أين كان، ومع من، ولماذا تأخر؟ ليس هذا فقط بل قد تدفعها وساوسها وظنونها إلى ملاحقته أينما ذهب خوفا من أن يزيغ ببصره، وهذه الحماقات أو بالأحرى المضايقات من قبل الرجل والمرأة على حد سواء تجعل عقد الزواج يبدو كما لو أنه عقد ملكية، وعلى الطرف الموقع أدناه أن يحترف التبعية، ما يدفع بالكثيرين إلى النفور منه وتفضيل العزوبية عليه، باعتبار أن الزواج الذي يبنى على غير المودة والرحمة، ولا يحقق السكن لطرفيه، ما هو إلا جحيم يخلف الكثير من الدمار النفسي وحتى الجسدي.

مقالات ذات صلة