-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خالف.. “لن تُعرف”

خالف.. “لن تُعرف”

الإتيان بما يفاجئ الناس، من سلوكيات غريبة، عبر تصريحات مثيرة، أو الظهور بهندام عجيب، بحثا عما صار يسمى بالـ”بوز” أو “شو”، ضمن قاعدة قديمة، بعنوان “خالف تُعرف”، هو في حقيقة الأمر سلوك بشري يتبّعه من فاته القطار في مجالات معينة مثل الفن أو عالم “المودة”، ولا ينطبق أبدا على المهن أو المجالات العلمية والحيوية الراقية من طب وسياسة وخاصة الدين، لأن شرف المهنة يجعل محترفها يطمع للخير والإبداع والنجاح، وليس للشهرة كما صار شائعا لدى بعض الزاعمين للفقه في بلاد كثيرة وليس في بلاد المغرب فقط، من أمثال أصحاب فتاوى مضاجعة الزوجة الميتة وتحريم الرسوم المتحركة وإباحة الفواحش، من الذين بحثوا عن الشهرة لأنفسهم، وعن إبعاد الأمة عن قضاياها المصيرية، كما فعل الدكتور الريسوني الذي نسي “سبتة ومليلة” وتواجد الصهاينة بجنبه، ودعا للجهاد في تيندوف.

ما قام به الدكتور أحمد الريسوني مؤخرا من زوبعة صنعها في فنجانه، بتصريحات غريبة، منحته فعلا شهرة واسعة، ولم يكن يعرفه إلا القليل من الناس، بالرغم من أنه رأس لفترة ليست بالقصيرة، إتحادا عالميا للعلماء المسلمين، ولكن هذه الشهرة كانت من النوع السيء، الذي أخرجه من ذاكرة الناس بسرعة، فجاءت استقالته التي هي في الحقيقة إقالة، لتقلب سعيه، من أجل خالف تُعرف، إلى خالف لكي لا تُعرف أبدا، ولن تمر أيام حتى ينسى الناس من المغاربة قبل غيرهم، هذا الرجل، الذي كرّر خطابا قديما أكل عليه الدهر وشرب و”تقيأ”، أطلقه السياسي المحسوب على الإسلاميين، علال الفاسي الذي مات وحيدا معزولا، منذ نصف قرن في بوخاريست الرومانية.

وتقرّب الريسوني من ملك لم يسبق وأن نزلت “بورصته” لدى المغاربة والناس جميعا، كما نزلت في الفترة الأخيرة إلى درجة الحضيض، بين أبواب مفتوحة للصهاينة وصور تسكعه في شوارع باريس، وغيرها من الصور والسلوكيات التي تبرأ منها أهل المغرب من البسطاء، فما بالك برجل دين كان يشرف على اتحاد يضم علماء المعمورة.

لو لم يذكر الدكتور أحمد الريسوني في حديثة المثير للاشمئزاز في بداية شهر أوت لموقع “بلانكا بريس”، وهو يضم بجرة لسان الصحراء الغربية وموريتانيا للمغرب ويطالب بالجهاد في أرض الجزائر، لو لم يذكر “جلالة الملك”، لقلنا بأن كلامه كان عن قناعة منه، ولو لم يذكر في بيان الاستقالة، ما أسماه بالتمسك بمواقفه وآرائه الثابتة الراسخة، لجزمنا بأن الرجل يقول ما يشعر ويؤمن به حقا، ولكن ربطه كل كلمة وفعل منه بعقيدة المخزن، هو الذي يجعلنا نرميه بسرعة في سلة النسيان التي كان فيها قبل إطلاقه “بالونة” البهتان ضد الجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية وحتى المغرب، والتي ما فتئت أن انفجرت، ونساها الناس، وبعضهم لم يعلم بها أصلا، لأنها جاءت من نكرة انتهى إلى اللا شيء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!