-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خبث‮ ‬سياسي‮!‬

خبث‮ ‬سياسي‮!‬

نسيم‮ ‬لكحل
من الطبيعي جدا أن يرفض لبنان مشروع القرار الفرنسي الأمريكي المطروح على مجلس الأمن للمصادقة، بل من الواجب الوطني أن يفضح السنيورة وبري ولحود هذه المحاولة الغربية المفضوحة لتغطية الهزيمة العسكرية التي لحقت بالجيش الإسرائيلي على ميدان المعركة ضد مقاتلي حزب الله، فقد أصبح واضحا جدا أن هذا المشروع الفرنسي الأمريكي يهدف بالدرجة الأولى إلى نجدة إسرائيل ومحاولة الحفاظ على شرفها كقوة عظمى بعدما نجح حزب الله في إذلال هيبتها العسكرية وإنهاء نظرية الجيش الذي لا يقهر التي كانت وما زالت تؤمن بها الكثير من الأنظمة العربية‮ ‬للأسف‮ ‬الشديد‮.‬

التوافق المفاجئ بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والتي سبق لها أن أفشلت مساعي تمت في مجلس الأمن لإصدار قرار بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، يدفعنا للتساؤل: لماذا الآن؟ لماذا في هذا الوقت بالذات الذي يعرف ارتفاعا ملحوظا لفاتورة القتلى في صفوف المدنيين‮ ‬الإسرائيليين‮ ‬مع‮ ‬العمليات‮ ‬النوعية‮ ‬لرجال‮ ‬المقاومة،‮ ‬ولماذا‮ ‬لم‮ ‬يحدث‮ ‬هذا‮ ‬التوافق‮ ‬ويتمخض‮ ‬مشروع‮ ‬هذا‮ ‬القرار‮ ‬عندما‮ ‬كان‮ ‬الضحايا‮ ‬المدنيون‮ ‬اللبنانيون‮ ‬يسقطون‮ ‬بالمئات؟

الجواب معروف كذلك، فإسرائيل تحاول من خلال هذا المشروع الفرنسي الأمريكي أن تحقق ما لم تقدر على تحقيقه عن طريق خيار المواجهة الميدانية التي أفقدتها كل هيبتها العسكرية في المنطقة وجردتها من أسطورة الجيش الذي لا يهزم ولا يقهر، فهي تبحث في هذا الوقت عن مخرج من هذه‮ ‬الورطة‮ ‬العسكرية‮ ‬الكبيرة‮ ‬التي‮ ‬أوقعها‮ ‬فيها‮ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬بإمكانياته‮ ‬العسكرية‮ ‬التقليدية‮. ‬

ويبدو واضحا جدا أن النقاط الأربعة عشر في مشروع القرار الفرنسي الأمريكي ما هي في الحقيقة سوى مشروع قرار صهيوني يختبئ وراء الدعوة لوقف الأعمال الحربية من الجانبين، ويتحاشى الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار مثلما كان الشأن في النسخة الأولى من القرار الفرنسي، والأخطر من ذلك أنه لا يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من جنوب لبنان، والأكثر خطرا من هذا وذاك أن المشروع لا يكتفي بتجاهل مطالب لبنان وحزب الله أو التحايل عليها، بل إنه يحاول أن يفرض على جميع اللبنانيين شروط إسرائيل المذلة.

الكشف عن نسخة هذا القرار الذي ينتظر مصادقة مجلس الأمن، يؤكد أن إسرائيل باتت مقتنعة بأنه أضحى في حكم المستحيل نزع سلاح حزب الله بالقوة، لكنه ليس مستحيلا عن طريق السياسة، لكن يبدو أن الإخوة في لبنان على درجة من الذكاء التي تجعلهم قادرين على إفشال هذا الخبث السياسي‮ ‬بعدما‮ ‬نجح‮ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬لوحده‮ ‬في‮ ‬إفشال‮ ‬العدوان‮ ‬العسكري،‮ ‬وما‮ ‬عجزت‮ ‬عنه‮ ‬القوة‮ ‬لن‮ ‬تفلح‮ ‬فيه‮ ‬السياسة‮.. ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬في‮ ‬لبنان‮. ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!