منوعات
يتناول 365 تسمية لمدن وقرى وأماكن وأضرحة وساحات عمومية

خديجة ساعد تغوص في الطوبونيميا الأمازيغية.. أسماء وأماكن من الأوراس

صالح سعودي
  • 7355
  • 9
ح.م
خديجة ساعد

صدر مؤخرا، عن دار النشر “أنزار” كتاب يحمل عنوان “الطوبونيميا الأمازيغية.. أسماء وأماكن من الأوراس”، للباحثة في اللغة والثقافة الأمازيغية خديجة ساعد. الكتاب يقع في 300 صفحة ويتمحور حول التسميات المكانية في مختلف ربوع الأوراس الكبير، ماهيتها وعلاقتها بالمجتمع الأوراسي من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية.

عملت الباحثة خديجة ساعد من خلال هذا الإصدار على تصويب الكثير من التسميات المُحرّفة سواء في الفترة الاستعمارية أوم الحالية، أم ما قبلهما، بالاعتماد على عدد من المصادر والمراجع اللاتينية والفرنسية والعربية والعدد القليل من الكتب الأمازيغية، وهو دعوة صريحة إلى تصحيح الطوبونيميا وإعادة الاعتبار لهذا الموروث الثقافي المهم الذي فقد الكثير من ملامحه لعدة اعتبارات.

كما يكشف هذا الكتاب مدى أهمية الطوبونيميا في حياة الفرد والمجتمع، باعتبارها بنكا لغويا يمكن من خلاله إعادة بناء ما طاله النسيان في علم اللسانيات، وتصويب أحداث تاريخية بالاعتماد على التسميات المكانية التي تحفظ إشارات مهمة متعلقة بالحدث التاريخي، نفس الأهمية تظهر في الناحية الاجتماعية وحياة الإنسان قديما وحديثا، وما يرتبط بذلك من عمران واقتصاد وحرب وسلم ورخاء وضنك، وكل ما يتعلق بالطبيعة والمناخ على مر التاريخ، وبذلك يشكل هذا العلم المرآة العاكسة للكثير من الحقائق المتعلقة بحياة الشعوب بمختلف نواحيها.

وأكّدت الباحثة في اللغة والثقافة الأمازيغية خديجة ساعد لـ”الشروق” أن إصدارها الجديد يغطي عددا من ولايات الشرق الجزائري، على غرار باتنة وخنشلة وتبسة وأم البواقي وبسكرة وقالمة وسوق أهراس وسطيف وغيرها، وهو بذلك يتناول حسب قولها بالدراسة والتحليل نحو 365 تسمية مكانية تشمل المدن التاريخية والمواقع الأثرية والقرى النائية والطرق القديمة والساحات العمومية والأضرحة وصولا إلى التسميات الهيدرونيمية المتعلقة بالمياه من وديان وبرك وينابيع، وأوضحت الباحثة خديجة ساعد أن هذا العمل استغرق أكثر من أربع سنوات من البحث والتنقيب والتواصل مع عدد من الباحثين في شمال إفريقيا، خاصة في ظل النقص الفادح في المراجع المتعلقة بالطوبونيميا التي تعتبر حسب محدثتنا من العلوم الجديدة التي ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي بفرنسا، ولا تزال في نظرها الأبحاث الجزائرية فيه محتشمة وقليلة.

وحسب بعض الأصداء فقد لقي هذا الكتاب ترحيبا من قبل الدكاترة والباحثين في حقل اللسانيات الأمازيغية من جامعات الجزائر والدول المجاورة مثل تونس والمغرب وليبيا، بسبب القواسم اللغوية والتاريخية المشتركة في هذا الحيز الجغرافي، علما أن الباحثة خديجة ساعد سبق أن صدر لها “أماوال”، وهو قاموس أمازيغي عربي خاص بالمتغير الشاوي، من إصدار دار النشر “تيرا” ببجاية سنة 2013، ويقع في 250 صفحة ويحوي 6 آلاف كلمة أمازيغية.

مقالات ذات صلة