الرأي

خطبة فاتحة السنة

عمار يزلي
  • 3119
  • 0

لم أجد ما أخطب به يوم الجمعة المصادف لأول يوم من السنة الميلادية، غير خطبة أكل عليها الدهر وشرب. خطبة أقرؤها كل جمعة بروايات مختلفة، كثيرا ما أخطأ وألحن في اللغة، أكسر المرفوع وأجر المنصوب وأنصب الجار ذي القربى، وألوي عنق الفعل بفعل فاعل، وأكسر سن كل اسم على مسمى وأخلط بين الحديث والحوادث وبين الدًيْن والدين وبين الصحيح والضجيج وبين البخاري و”البيجاري”.

لكن اليوم كتب لي ابني خطبة خاصة، حاول فيها ربط “الخطبة” بيوم “الخبطة،” كما أوصيته. فأنا أعرف أن الكثير من “المسلمين” “سيميتون” ليلة السنة بسهرات موتورة واعتكافات مخمورة وأكلات موفورة، القليل فيها محبب لدى المسيح، والأغلب فيها محرم بنص صريح! صعدت المنبر ورحت أقرأ الخطبة الأولى بخط ابني لأتبعها بالخطبة الثانية الثابتة التي لا تتغير:

“..ها نحن نودع “دوميل كانَز” ونحن في وضع “خانَز”! القليل فينا شبعان والشبعان فينا جيعان! اليوم يوم جمعة، وغدا أول البدعة. فهذا علي جمعة، يصرح بأن أبا الهول هو النبي يونس، وكيت، كما كان قد صرح بأن الملكة البريطانية من آل البيت! وهذا عام جديد قد أقبل بلا مطر، والجزائر تراهن على إيران وقطر في رفع سعر النفط الذي انشطر، لكي تبتعد دولتنا عن نذور الخطر! وإني أرى عام المسغبة على الأبواب، وباب التوبة قد ولى وغاب، بعدما تفشى فساد الأعراب، وتمشى الطمع بين أصحاب الأنخاب. أيها الناس، أوصيكم وقد أوصيت نفسي قبل أن أعلو هذا المنبر، بتزيار الحزامة والمخصر، والتمنطق بالرزامة والمزبر، وحذار من التسلح بالحجارة والسكاكين! فلا نحن إسرائيل ولا شعبنا شعب فلسطين! الحجر لليهود، والسكين لأهل التلمود! لكن فرقوا بين المحتل والمسالم، فليس كل اليهود صهاينة، وليس كل من سمي محمد “سهوا” عفو، وليس كل نصراني عدو! وليس كل الأعداء كفار وليس كل مسلم بمنأى عن النار!! فشتان ما بين “الموس” والمسلم وما بين “الماص” والمسيحي وما بين اليهود والعهود! اللهم أهدنا في من هديت وعافنا في من عافيت..ولا تعيف قلوبنا من رجس الفساد الضارب أطنابه في أرض الميعاد، وفي أركان بلاد مسلمي إرم ذات العماد.

اعلموا أيها الناس أن عامكم قد مات، وكل ما هو آت، فات! غلاء في السيارات وركوب الطيارات وفي النور المشهود، وفي النار ذات الوقود وفي الفواتير والعقود! فاربطوا سراويلكم حتى لا “تطيح”، واحذروا من تبعات “الشطيح والرديح”، ومع كل هزة ريح! استشهد الشهداء ليزول الداء، فإذا الداء قد أضاء والظلام بالظلم فاء!. فاتقوا الله واحذروا عاقبة اللهث وراء الريح، ورماد الدجال المسيح. فهذا العالم العربي ينسى القدس وفلسطين، لأن غولنا أرجله من طين، وشعبنا مكبل من اليدين والفم و”الكرعين”! عجنوه خبزا ليؤكل، وباعوه سندويشا ليسهل، واتهموه أنه لا يعمل! جاؤوكم بالشناوة المقفلة عيونهم، و”هردوا” الملايير بهزة من رموشهم، ثم حمًلوكم المسؤولية على ما حدث لجيوبكم، وما جرى وانفجر في بيوتكم. انتجوا الارهاب والتطرف، تنظيم بن لادن المحترف إلى حوثيي عدن المقترف، إلى قاعدة الأعور المختار “اللي مش عارف”، إلى الزرقاوي المنصرف، إلى “الحداعش” إلى “داعش” ومازال، لا يزال! كل هذا من عيوبنا وفشلنا جميعا، حكاما ومحكومين.

أقول قولي هذا واستغفر الله لحكامنا الميامين وأستغفر الله على أني طلبت لهم الغفران. والآن مع خطبة فرائض الوضوء ككل جمعة.

وأفيق وقد ضربت زوجتي بتيمم للرأس من فرط الزعاف! 

مقالات ذات صلة