خطة استعجالية ضدّ العطش
سارعت وزارة الموارد المائية عبر اجتماع ضم الثلاثاء، المسؤول الأول للقطاع كريم حسني، ومديريه إلى وضع مخطط استعجالي لضمان تموين مستمر بالماء الشروب خلال شهر رمضان وموسم الصيف المقبل، وذلك كإجراء استباقي لإيجاد حلول سريعة للتقليل من آثار أزمة العطش، التي فجرت احتجاجات للسكان في العديد من المناطق في السنوات الأخيرة.
دفعت المخاوف من حدوث أزمة عطش في الأفق وهذا في ظل استمرار شح سقوط الأمطار مصالح وزارة الموارد المائية للتحرك وعقد لقاء استعجالي، أمس، عبر تقنية التحاضر عن بعد، ترأسه وزير القطاع وشارك فيه إطارات الوزارة وتم خلاله عرض خطة عمل لمجابهة أي احتمالات غير متوقعة يمكن أن تؤثر على مخزون مياه السدود الذي شهد ارتفاعا طفيفا خلال شهر نوفمبر المنصرم، غير أن النقص الحاد في هطول الأمطار، وكذا هطولها غير المنتظم، والذي أثّر في مستويات امتلاء السدود من شأنه أن ينذر بحدوث أزمة تموين على غرار ما وقع في السنوات الماضية.
وتوقعت الوزارة زيادة في استهلاك المياه خلال الأسابيع المقبلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث عجز مبكر في المياه، في حال استمرار الأحوال الجوية على ما هي عليه خلال الأشهر المقبلة، وحسب مصادر “الشروق” من الوزارة فقد وجه وزير القطاع كريم حسني تعليمات صارمة لتسريع في وتيرة إنشاء خمس محطات تحلية جديدة سبق وأن أعطى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الضوء الأخضر للشروع في انجازها، خاصة وأنها ستضمن تموينا مستمرا بالمياه، لاسيما وأن المحطة الواحدة تضمن 300000 متر مكعب يوميا، على غرار محطة كاب بلان بولاية وهران ومحطة الجزائر غرب بولاية تيبازة، إضافة إلى محطة الجزائر شرق التابعة لولاية بومرداس ومحطة بجاية ومحطة الطارف.
وشددت الوزارة في خطتها الاستعجالية، على ضرورة ترشيد الاستهلاك، خاصة على مستوى المقرات الرسمية للوزارات والمراكز الكبرى التي تشهد تموينا مستمرا بمياه الشرب وهذا من دون انقطاع، عكس البلديات التي لا تزال تسير بنفس النظام السابق الخاص بالتموين التدريجي الذي تم إقراره السنة الماضية، وشكلت نقطة إصلاح القنوات المتهرئة التي أثبتت التقارير الواردة للوزارة بأنها تقف وراء ضياع كميات كبرى من المياه الصالحة أهم محور في المخطط، أين تم تشكيل لجنة خاصة لمراقبة سير عملية الترميم والمتابعة لمنع سقوط قطرة ماء في المجارى.
واعتبرت الوزارة، أن الهدف من المخطط الاستعجالي هو ضمان تموين مستمر للمياه، خاصة خلال شهر رمضان المقبل لمنع تكرار سيناريو جفاف الحنفيات، والأمر لا يختلف بالنسبة لموسم الصيف، مؤكدين أن نسبة الأمطار المتهاطلة خلال نهاية السنة الماضية تبقى غير كافية للقول أن الجزائر قد تخطت خط الجفاف لهذه السنة.
للإشارة، فإن نسبة امتلاء السدود بالجزائر، وصلت إلى 32٫58 بالمائة ما يعادل 2.3 مليار متر مكعب حسب أخر احصائيات أصدرتها الوكالة الوطنية للسدود، حيث بلغ منسوب المياه بسدود الغرب إلى 207 مليون متر مكعب بنسبة 22.6 بالمائة، في حين بلغ حجم المياه بسدود وسط البلاد إلى 150 مليون متر مكعب بنسبة 8.86 المائة، و9 سدود أخرى فاقت نسبة امتلائها 80 بالمائة بحجم مليار و242 مليون متر مكعب.