جواهر

خطيبي يعاني مشكلة في الإنجاب وأنا حائرة!

جواهر الشروق
  • 13490
  • 110
ح.م

جزاكم الله خيراً على جهودكم المستمرة، كنت أود رأيكم في موضوع هام للغاية وهو أنني أبلغ من العمر 22 عام وكلما تقدم أحد لخطبتي أشعر أن هناك عدم قبول، حيث أن المتقدم لم يكن ملتزم بالدرجة التي أتمناها.

وأخيرا تقدم لي شاب ممتاز جداً كما يرونه وملتزم ومن أسرة طيبة وبه مميزات عديدة حتى أنني شعرت بارتياح نفسي وقبول، إلا أنه بعد شهر أخبر أهلي أن لديه مشكلة أنه لا ينجب، فماذا أفعل؟ الشاب ملتزم وعلى دين، وفي نفس الوقت أنا أريد أن أبني أسرة مسلمة وأحب الأطفال جدا، ولا أدري إن فسخت الخطبة قد لا أنساه ولا أجد مثله فيما بعد وقد أحببته، هل أتغاضى عن رغبتي في الأطفال؟  أفيدوني أفادكم الله.

أميرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

أهلاً وسهلاً بك يا أميرة معنا على صفحات الوعي الشبابي، والله أسأل أن ييسر لك أمرك للخير وأن يعجل لك بالزوج الصالح الذي يعينك على أمر دينك ودنياك ويسعدك.

جميل من هذا الشاب أن يخبركم بمرضه، وهذا يدل على ارتفاع قيمة الصدق عنده.. فمن السهل أن يخدعكم ويتم الزواج معتمداً على تخوفك من الطلاق بعد ذلك، وهذا منتشر جداً في أيامنا هذه، لكن من سنن الحياة ومما امتن الله به على عباده نعمة البنين لقوله تعالى: (واللهُ جعَل لكم من أنفسِكم أزواجًا وجعَل لكم من أزواجِكم بَنينَ وحَفَدةً ورزَقكم من الطيباتِ)، وقال أيضا: (يا أيها الناسُ اتَّقُوا ربَّكم الذي خلَقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلَق منها زوجَها وبثَّ منهما رجالاً كثيرًا ونساءً).

فنعمة الأبناء وحبهم من الفطرة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم”.. فإن كان عقم هذا الشاب له علاج عند الأطباء فأقدمي على الزواج، وذلك بعد سؤال المتخصصين بنفسكِ حتى وإن طال العلاج بعض الشيء، أما إن كان إنجابه متعذراً بشكل تام،  فنصيحتي لك في هذه الحالة صرف النظر عن هذا الزواج لأن عدم وجود أولاد في المستقبل من شأنه أن يهدم أي سعادة في المنزل، وحاجتك للأمومة ستطغى عليك، وستنشأ الكثير من المشاكل من جراء ذلك، فهذا الزواج يحمل من بدايته أسباب الانفصال، فنفسك التواقة للأطفال لن تهدأ أبداً مهما كان الحب.

لا إحراج في الأمر، فليخبره والدك أنه متمسك به لما هو عليه من خلق ودين لكن عليه استشارة طبيب متخصص، ولا مانع أن يأخذ منه التقارير الطبية الخاصة بها ويعرضها على شخص أمين وليرى نتائج ذلك.. وإن كان عقيما تماماً عسى الله أن يرزقه زوجة على نفس حاله فيهنأ عيشهما ويرزقك الله بزوج صالح يهب لك منه ذرية صالحة.. لا تستسلمي الآن لمشاعرك فهي ليست حباً بل إعجابا سيزول مع الوقت، فالحب الحقيقي الصادق لا ينمو إلا مع التعايش وأنت لم يمر على تعارفكما سوى شهر.. استخيري الله عز وجل وتضرعي إليه بالدعاء وحكمي عقلك في هذه الفترة لا قلبك.

تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق

مقالات ذات صلة