رياضة
أبدى تعاطفه مع الأفارقة بعد تفشّي فيروس "كورونا"

خليلوزيتش: قضيتُ سنتَين في “الحجر الصحي” تحت تهديدات القنابل

علي بهلولي
  • 3512
  • 2
ح.م

ذكّر تفشّيُ فيروس “كورونا” عبر أرجاء المعمورة هذه الأيّام وحصده مئات الأرواح، الناخبَ الوطنيَّ الأسبقَ وحيد خليلوزيتش، بِالحرب الأهلية التي اندلعت في يوغسلافيا عام 1991.

ومعلوم أن وحيد خليلوزيتس (67 سنة) ينتمي إلى البوسنة والهرسك، التي كانت جزءا من الجمهورية الفيدرالية اليوغسلافية، قبل أن تنشق عنها عام 1992 بِسبب الحرب الأهلية الضارية التي دارت رحاها هناك.

وقال وحيد خليلوزيتش إن الحرب الأهلية في يوغسلافيا عام 1991، أجبرته على المكوث في بيته لِمدّة قاربت السنتَين. وأشار إلى أن الخروج من البيت كان مُرادفا للموت، وقد بقي طوال هذه الفترة يتنزّه في حديقته، حيث كان يُقيم في مسكن فسيح مُحاط بِأشجار الدُّلْبِ.

ولم يكن التنزّه في أرجاء الحديقة مُتعة، على اعتبار أن سقوط قنبلة وتدمير البيت وما يحيط به أمر جد وارد. يقول خليلوزيتش.

وأضاف الناخب الوطني الأسبق في أحدث مقابلة صحفية أدلى بها لِجريدة “لو باريزيان” الفرنسية، أنه لم يكن يخرج من بيته إلا نادرا جدا، مثلما كان الشأن لمّا شارك في برنامجٍ إذاعيٍّ محليٍّ، ولم يتمالك نفسه وانتقد بِحدّة عنصريي كرواتيا، بِسبب جرائمهم المُتوحّشة في بلده البوسنة والهرسك.

وتابع خليلوزيتش يقول إن حضوره الإعلامي المذكور كلّفه غاليا، حيث دمّر جنود كروات بيته بِالكامل، بعد قصف ناريّ جهنّمي دام نحو 45 دقيقة في منتصف ليل ذلك اليوم. وأشار إلى أنه اختفى داخل قبو (مخبأ أرضي أسفل البناية)، بعد أن أعلمه أحد الأصدقاء أن جنودا كرواتيين قادمون لِقتله وتدمير بيته.

وواصل التقني البوسني الذي يُشرف حاليا على تدريب منتخب المغرب، تصريحاته بِشيء من الحزن، وقال إن اقتحام الجنود الكروات لِبيته، كان يُمكن أن ينجم عنه تصفيته جسديا، واستدلّ بِتدمير المنزل وتحوّله إلى أطلال بِسبب النيران التي التهمته بعد القصف المُركّز.

ولم يجد خليلوزيتش بعد هذا الخطر الذي يتربّص به بدّا، مِنْ أن يستقلّ طائرة نحو مدينة سبليت ثم أخرى بِاتجاه زغرب (مدينتان يوغسلافيتان)، قبل أن يشدّ الرّحال جوّا للمرّة الثالثة نحو العاصمة الفرنسية باريس، لِيستقرّ هناك. بعد نصائح من زوجته الكرواتية.

ويُقيم خليلوزيتش حاليا بِفرنسا رفقة أسرته، حيث أُجبر على الحجر الصحي بِسبب تفشّي فيروس “كورونا” بِهذا البلد. وقال إنه يقضي أيّامه في التنزّه بِحديقة البيت وممارسة الرياضة المنزلية.

وأبدى التقني البوسني استهجانه من “المُتهوّرين”، الذي يُخالفون التعليمات وينزلون إلى الشوارع بِلا سبب يدعو إلى ذلك. رغم خطورة الأوضاع بعد تفشّي فيروس “كورونا” المُميت.

واختتم وحيد خليلوزيتش تصريحاته مُتعاطفا مع الأفارقة، وقال إنه يأمل أن لا تتضرّر القارة السّمراء كثيرا بِفيروس “كورونا”، بِسبب ضعف البنية التحتية والنّقص الفادح في المُعدّات الطبّية وأمور أخرى.

ويعرف وحيد خليلوزيتش إفريقيا جيّدا، حيث درّب هناك منتخبات الجزائر وكوت ديفوار والمغرب ونادي الرجاء البيضاوي.

مقالات ذات صلة