الشروق العربي

خيانة وغدر الصديق المقرب.. هل تؤثر في العلاقات الاجتماعية للضحية؟

نسيبة علال
  • 3268
  • 2

تشكل علاقات الصداقة بالنسبة للبعض عصب حياة، إذ لا يمكن الاستمرار في العيش داخل المجتمع دون الاحتكاك بأفراده، ويختلف نوع هذه العلاقة ويزداد توطدا لدى أشخاص بالعشرة والاستمرار، بينما تحكمها المصداقية والمواقف لدى اخرين، مع ذلك قد تنهار الصداقة مهما كان نوعها في لحظة غير مرتقبة، محدثة صدمة عنيفة يصعب ترميم أضرارها على مستوى الثقة.

تتصدر قصص غدر الصديقات المشهد الاجتماعي في الجزائر، فالقليل جدا من السيدات من تحظى بصديقة تكن لها مشاعر نقية، وتستمر علاقتهما رغم الغياب والانقطاع أحيانا، كما لا يسمحن للغيرة والانفعالات السلبية بتفريقهما، عدى ذلك تنتشر كثيرا روايات من شاكلة، صديقتي المقربة سرقت خطيبي، تخونني مع زوجي، تسرق ممتلكات التي ائتمنتها عليها، صديقتي تسبب لي مشاكل في العمل، ولا يقتصر هذا على فئة النساء فقط، إذ أن غدر الجنس الاخر يعتبر أخطر وأشد وطأة، لكن الاعتراف به يعز على صاحبه.

الطمع والمصلحة يضعان حدا لعلاقات عمرها سنوات

المعروف أن علاقات الصداقة في مرحلة المراهقة لا تدوم طويلا، عكس تلك التي يؤسس لها البالغين، فمنها ما يستمر مدى العمر، على أساس أنها ملجأ ومنفى من الهموم توفر الهدوء والطمأنينة لكلا الطرفين وقت الحاجة، مع هذا قد تحدث المفاجآت، هو ما حدث مع زكريا، الذي تربطه بجاره صداقة دامت 17 سنة كاملة، عاشا خلالها مرحل عديدة، وتقاسما خبرات كثيرة، يقول زكريا: “بدأت علاقتنا تأخذ منحى آخر عندما تمت ترقيتي وطلب مني توظيفه، ففعلت ما بوسعي لذلك، ثم بدأ يستغل نفوذي في غير حقوقها، كاستعارة سيارات الشركة، والغيابات غير المبررة، وحتى تزوير الفاتورات المختلفة، خرج ذلك عن السيطرة وسبب لي مشكلات في العمل أثرت على علاقتنا”، يضيف زكريا:” كان بإمكاني توظيف الكثير من الشباب الطموحين والأكفاء لكنني ترددت في كل مرة لمنح الفرصة لشخص اعرفه، بسبب تجربتي السابقة.

الغيرة تحرك مكر الصديقات

نهى وإكرام صديقتان منذ مرحلة الثانوية، درسا الاقتصاد معا، وحصلتا على وظيفتين في شركة واحدة، بعد حوالي شهر من تنصيبهما، أراد رئيس القسم التقدم لخطبة نهى، ففاتح إكرام بالموضوع علها تتوسط له، تقول صديقتها: “منعته من الحديث معي، وحاولت بكل السبل تلطيخ سمعتي، ما آلمني فعلا أنها لم تكن معجبة به ولا ترغب بالارتباط به بدلا مني،

وإنما غيرتها فقط هي من كانت تحرك شرها، عندما اكتشفت أنها تخبر زملاء آخرين بأمور سلبية عني، حينما يقومون بمدحي أمامها..” تؤكد نهى أن صديقتها القديمة سبق وأن وضعتها في مواقف محرجة في الجامعة، لكنها تجاوزت ذلك وتعاملت مع الموضوع بلطف، غي أن تماديها في تلطيخ شرفها اعتبرته مكرا وغدرا ما دفعها لإنهاء صداقتهما، وترك العمل لهذا السبب.

أخصائيون: الصداقات المزيفة فككت تركيبة المجتمع وزرعت الشكوك

إن الصداقات الحقيقية هي التي تخلق التوازن والدعم المتبادل، وتوفر لأصحابها عنصر الشعور بالثقة والاطمئنان، في جميع الحالات حتى عند الخلافات، وإن لم توفر ذلك فهي علاقة سامة يتوجب قطعها، خاصة اذا كانت تسبب لاحد الأطراف شعورا بالخوف او عدم الراحة، هذا ما تؤكده الأخصائية النفسية الأستاذة مريم بركان، مشيرة إلى أن الصداقة المزيفة التي تستمر في الانتشار مؤخرا، والتي تحركها مادية الأشخاص لها انعكاساتها الخطيرة على تركيبة المجتمع، فصدمات الأصدقاء، والتجارب السيئة، مع تناول الاعلام لها بما في ذلك مواقع الانترنت، فككت الكثير من العلاقات وزرعت بها الشك والغموض والحيطة الدائمة، ما يفسر الانتشار الرهيب للأنانية واللامسوؤلية الاجتماعية اذا قسنا الصداقة على باقي أنواع العلاقات أيضا.

مقالات ذات صلة