دافعت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بلوحاتي الخطية

عندما التقيتها بمهرجان الخط العربي الذي جرت فعالياته بزرالدة في شهر ماي من العام الجاري، أرتني جواز السفر وقالت لي: “أنظري، لقد ولدت بمدينة بوسعادة الجزائرية وأتمنى أن أزورها “تلك هي الخطاطة المصرية نبيهة الألفي الرفاعي التي تعتبر من أشهر الخطاطات العربيات اللواتي حققن خطوات عملاقة في مجال الخط العربي، واستطعن أن ينافسن كبار الخطاطين في العالمين العربي والاسلامي.

ولدت نبيهة بمدينة بوسعادة أثناء تولي والدها الشيخ الألفي الرفاعي مهمة تدريس علوم الدين بهذه المدينة في الفترة الممتدة ما بين 1972 و 1976 وذلك بتكليف من الأزهر الشريف، وشاركت في مهرجانات ومسابقات دولية منها مسابقة أرسيكا للخط العربي بإسطنبول واستطاعت أن تكتسب مهارات  جديدة مكنتها من الارتقاء بمستواها، ليس في الخط العربي وحسب وإنما في فن المنمنمات الذي تجيده، هذه التفاصيل وتفاصيل أخرى سنتعرف عليها من خلال هذا الحوار الذي أجرته معها “جواهر الشروق”.

بداية كيف استطعت المزج بين تخصُّصك في الاقتصاد، وبراعتك في فن الخط العربي والتذهيب؟

التحقت بمدرسة تحسين الخطوط بعد الانتهاء من دراسة الاقتصاد في كلية التجارة، ووجدت فيه متعة دون  سواه.

ما هي أهم الخطوط التي تجيدينها، وكيف توصلت إلى إجادتها؟

 أجيد خط النسخ بنسبة كبيرة عن غيره من الخطوط، وذلك عن طريق  دراسة أسلوب شوقي رحمه الله، مع بعض الخطاطين الكبار عن طريق  الانترنت …

ما هي أهم التتويجات التي حصلت عليها نبيهة الرفاعي؟

أجمل وأهم تتويج عندي أن أسمع كلمة ثناء على خطي من أساتذة الخط الكبار.. هي أن أسمع: “خطك بيتطور يا نبيهة، ومستواك بيتحسن”، أما عن التتويجات المادية، فاشتراكي في المعارض الخطية هو تتويج فني عظيم، وهناك تتويج في مسابقة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.

هل تلقى الخطاطات في الوطن العربي والإسلامي الحفاوة اللازمة، وما هي البلدان التي تهتم أكثر برأيك بالخطاطات من النساء؟

لمست اهتمام المهرجانات والمعارض الخطية بالخطاطات، وذلك من خلال حرصهم على دعوة عدد منهن للاشتراك والحضور في كل معرض ليس هذا وحسب، فهناك  معارض يتم إنشاؤها خصيصا للخطاطات كمعرض نواعم الحروف الذي أقيم في الشارقة عام 2010 ، ولا أستطيع القول أن هناك دولة بعينها تهتم بالخطاطات النساء، ولكن هذا يتوقف على عدد وحجم المعارض التي تقيمها تلك الدول.

ماذا عن مستوى الخط والخطاطين في مصر؟

مصر كانت وما زالت لها مكانتها الخاصة في فن الخط العربي، حيث أنها البلد الوحيد الذي يوجد به هذا الكم من مدارس تحسين الخطوط منذ عام 1922 ، فكان هذا بمثابة استقطاب لطلبة الخط على مستوى العالم، تخرج منها العديد من الطلبة، وحتى قبل عام 1922 فقد جاء سليم الأول لمصر وأخذ معه نخبة من الصناع والعمال المهرة وذهب بهم إلى الاستانة، ثم جاءنا الشيخ عبد العزيز الرفاعي في عام 1922 وأنشأ مدرسة تحسين الخطوط الملكية.

شاركت في المهرجان الدولي للخط العربي في دورته الأخيرة التي احتضنتها الجزائر.. ما رأيك في مستوى الخط والخطاطين الجزائريين؟

دائما ماأقول: الخطاطون الجزائريون قادمون بقوة.. وتأكدت من هذا بالتقائي ببعضهم في مهرجان الجزائر الدولي 2013 ، فهم يتمتعون بفطرة قوية وملكة رائعة  في الخط العربي.. وأتمنى لهم كل التوفيق والازدهار.

 شاركت لمرتين في مسابقة أرسيكا الدولية بإسطنبول، ماالذي أضافته لك هاتين المشاركتين؟

في الحقيقة شاركت ثلاث مرات في مسابقة أرسيكا ، و في كل مرة أكتسب مهارات جديدة، فمجرد المشاركة والمحاولة تكسر حاجز الخوف عند أي خطاط، وتكسبه الجرأة على العمل، كما أنه يبحث عن  المعلومة بغية الوصول للنجاح، وهو بهذا يطور نفسه دون أن يشعر.

إضافة إلى اشتغالك بفن الخط، تشتغلين أيضا بفن المنمنمات..هل هناك نقاط تقاطع بين هذين الفنين، وهل كون الواحد خطاطا يقتضي بالضرورة أن يكون في متناوله النجاح في فن المنمنمات؟

هناك فرق بين فن المنمنمات والزخرفة، من حيث دقة الوحدات الزخرفية وصغر المساحة المرسومة فيها وهذا يتطلب قدرات أقوى من المزخرف، وعموما الخط والزخرفة يتفقان في المرونة ودراسة الكتلة والفراغ والتناسب بينهما.. كما أنهما يتفقان في النهاية في الجمال، وليس بالضرورة أن يكون الخطاط مزخرفا، ولكن دراسة الزخرفة بالطبع ستضيف له مزيدا من القدرات الفنية وتطويع اليد.

تقومين بتدريس فن الخط العربي للطلاب والطالبات من مصر وماليزيا..كيف تقيّمين مستوى الإقبال على هذا الفن؟

الخط العربي أينما ظهر بهر، ويتمنى كل من يراه لو يستطيع تعلمه، ووجدت شغفا عند الطالبات لتعلم الخط خاصة  من دولة ماليزيا…. ولكن في الفترة الأخيرة لمسنا ضعف الإقبال على تعليم الخط في مدارس تعليم الخطوط.

 ماهي رسالة الخطاط؟ 

للخطاط رسالة يقوم بتبلغيها من خلال تعليمه لطلابه ومن خلال لوحاته فكما قيل: “الخط الحسن يزيد الحق وضوحا”، فمثلا عند اشتراكي في معرض خاص بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في إطار الدفاع عنه والتعريف به، كتبت لوحة فيها بعض ما قاله المستشرقون وساسة العالم عنه، وبهذا يكون الخط أصدق أنباء من الكتب.