دراسة جدوى!
-
-
1090
-
0
عجيب أمر هذا التحالف الرئاسي.. تجتمع أطرافه الثلاثة في المواسم لتجامل بعضها بكلمات منمقة ثم يفترق الجمع لتبدأ معركة أخرى من المناورات والمشاكسات الفارغة على صفحات الجرائد.. مع أن الموضوع محسوم لدى عامة الجزائريين منذ سنوات، فهم أكثر من يدرك أن “التحالف الرئاسي” عديم الجدوى، وهو ليس أكثر من جهاز سياسي فارغ المحتوى قائم على أمل كاذب ربما لا يؤمن به حتى قادة التحالف أنفسهم، لكنهم يؤمنون إيمانا راسخا أن التكاتف والتكتل مع النظام القائم أو حواليه هو الأسلوب الأنجع للبقاء في المواقع السياسية المؤثرة، حتى ولو كان الأمر على حساب الانتشار الشعبي والحصاد الانتخابي، وحتى هذه تدرك أحزاب التحالف أنها أصبحت مرهونة بمدى القرب والبعد من مراكز القرار.
محمد يعقوبي
الجزائريون لا يهمهم من أمر التحالف الرئاسي سوى ما له أثر مباشر على حياتهم اليومية.. خاصة وأن قادة التحالف هم قيادات تنفيذية فاعلة في الدولة وأكبر خدمة يقدمها بلخادم، سلطاني وأويحيى لعامة الجزائريين هي أن يساهموا في تسريع مشاريع الرئيس التنموية وبخاصة “المليون” سكن والمليوني منصب شغل، وأن يجري تجنيد أحزاب التحالف وإطاراتها لاستكمال هذه المشاريع، مثلما يجري تجنيدها للمواعيد الانتخابية، لأن المحاسبة الشعبية ستكون لأحزاب التحالف جميعها ولن يكون من السهل على أحدها أن ينقلب إلى المعارضة في المواسم الانتخابية.
ليس عيبا أن تتحالف الأحزاب الفاعلة في أي بلاد، لكن العيب أن تمضي على تحالفها السنوات والسنوات ولا تفكر هذه الأحزاب في وقفة جادة للتقييم والتقويم خارج عبارات المجاملة وصور المصافحة.
