دراسة آخر مراحل نقل حديد غار جبيلات لميناء أرزيو

شغل ملف ربط خط السكة الحديدية بين العملاق المنجمي غار جبيلات في أم العسل بتندوف وموانئ تصدير الحديد، حيزا هاما من أنشطة مسؤولي قطاع الجماعات المحلية في الأيام الأخيرة، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، بتسريع إنجاز هذا الخط الحيوي، وإلزام الجميع بتقليص مدة أشغال المشروع لضمان نقل الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات، ومنه إلى مصانع في شمال البلاد لتوفير مداخيل إضافية للخزينة العمومية خارج العوائد النفطية.
في هذا السياق، انخرطت سلطات وهران في هذا المسعى باعتبارها واحدة من الولايات المعنية بتصدير الثروات المعدنية إلى خارج الوطن عبر ميناء أرزيو الرائد في تصدير المحروقات، حيث جرى عقد اجتماع وازن، مساء الثلاثاء بمقر ولاية وهران، ترأسه الوالي سعيد سعيود، الذي وجه تعليمات هامة إلى كافة المديرين التنفيذيين المعنيين بملف إنجاز مسار السكة الحديدية الرابط منجم غار جبيلات في تندوف بميناء أرزيو في إطار تصدير الحديد والصلب إلى الخارج، مشددا على حلحلة كل العراقيل بشكل فوري كل حسب اختصاصه والعمل على تهيئة الجو والظروف الملائمة وكذا الشروط الضرورية لمسايرة هذا المشروع الواعد ومرافقته إلى غاية الانتهاء منه، بالنظر إلى الأهمية البالغة التي يوليها رئيس الجمهورية لمشاريع النقل عبر خطوط السكك الحديدية، خاصة نقل خام الحديد من منجم غار جبيلات في تندوف إلى موانئ التصدير نحو الخارج.
وبحسب ما أفاد به بيان ولاية وهران، فإن الاجتماع الذي ضم ممثلين عن وزارة النقل وخبراء عن الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة الاستثمار في السكك الحديدية، وعدد من المديرين التنفيذيين، تمحورت أشغاله حول متابعة تقدم وسيرورة مشروع انجاز مسار السكة الحديدية الرابط خط غار جبيلات بميناء أرزيو والمنطقة الصناعية ببطيوة على طول 7 كيلومترات، حيث رصيف بطيوة للحديد بميناء أرزيو الخاص باستيراد وتصدير المنتجات المنجمية لصالح مجمع “توسيالي الجزائر” للحديد والصلب تحسبا لاستغلال منجم غار جبيلات (ولاية تندوف).
وخلال العرض الذي قدمه الوفد المركزي بشأن مدى تقدم أشغال هذا المشروع النهضوي المساعد على نقل خام الحديد إلى الخارج عبر ميناء أرزيو، إضافة إلى جملة النقاط التي قد تعيق تطور المشروع، أسدى والي وهران تعليمات “فورية” لجميع المديرين التنفيذيين الحاضرين، لأجل مرافقة المشروع الحيوي وتعقب كافة العراقيل لتسويتها بشكل فوري، مؤكدا على أهمية هذا المشروع الطموح وأبعاده القارية من خلال ربط أهم الموانئ بولايات الجنوب الكبير.
في ختام أشغال اللقاء، تم تنصيب لجنة تقنية بمثابة مركز للقيادة أوكلت إليها مهمة متابعة المشروع عن كثب واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة ورفع كل العراقيل، والعمل على تقديم كل التسهيلات والخدمات من أجل التسريع في إنهاء المشروع في آجاله المحددة.
من جهتها، كثفت سلطات بشار تحركاتها لأجل الدفع بمشروع دراسة وإنجاز خط السكة الحديدية، بعقد لقاء ثالث من نوعه في أقل من أسبوعين، بحضور مدير المشروع وممثل الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية وكذا ممثلي مكاتب الدراسات المكلفة بالدراسة، وتوصل المجتمعون إلى تسوية كل الجوانب التقنية التي قد تعيق هذا المقاطع السككية، كما تم الإتفاق على تعيين فريق مختلط أسندت إليه مهمة متابعة المشروع وموافاة السلطات العمومية بتقارير أسبوعية.