-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجوه كروية بارزة ماتت في صمت وأخرى تعاني التهميش والحرمان

دراوي وزيدان وكراز وبتاج وآخرون.. ضحية أمراض عقلية وانهيارات عصبية

صالح سعودي
  • 5706
  • 3
دراوي وزيدان وكراز وبتاج وآخرون.. ضحية أمراض عقلية وانهيارات عصبية
الشروق أونلاين

عرفت السنة المنتهية 2019 متاعب مختلفة لوجوه رياضية كثيرة، بعضها مات في صمت وأخرى تعاني من أمراض مزمنة وانهيارات عقلية وعصبية، حيث يتذكر الشارع الرياضي الظروف المزرية التي مرّ بها اللاعب السابق لاتحاد الجزائر زبير كراز المدعو “تيريزا” والذي وافته المنية شهر جوان الماضي بعد صراع مع المرض والتشرد، بطريقة ذكرت الكثير بالوضعية التي مر بها النجم السابق لمولودية الجزائر دراوي وكذا نجم المنتخب الوطني في الثمانينيات زيدان وكذا لاعب وداد تلمسان والمنتخب الوطني في التسعينيات طارق بتاج والقائمة طويلة.

بانتهاء السنة المنقضية 2019، يتذكر المحيط الرياضي عديد الوجوه الكروية التي غادرتنا إلى الأبد في ظروف مختلفة، بعضها بصفة مفاجئة وأخرى إثر معاناة طويلة مع المرض، حيث توفي مسير شبيبة بجاية طياب إثر سكتة قلبية، ورحل الحكم السابق جحنين زيتوني بعد مرض عضال، وهو الذي ترأس فريق تيزي انبشار لسنوات طويلة، كما عرف العام 2019 رحيل قدور بخلوفي اللاعب السابق لفريق جبهة التحرير الوطني، وتوفيت والدة الحكم السابق زكريني التي غابت عن الأنظار لمدة طويلة قبل أن يتم العثور عليها ميتة.

وشهد شهر نوفمبر المنصرم البطل في رياضة المصارعة، عبد الباسط بوزار، بعد فترة طويلة من المعاناة مع المرض ظل يرقد خلالها بمستشفى البليدة إثر إصابته بمرض عضال. وتوفي المصارع بوزار، الحاصل على عديد الألقاب الوطنية والقارية، عن عمر يناهز 19 سنة.

وفي السياق ذاته، توفي شهر جوان الماضي مهاجم اتحاد الجزائر السابق سنوات الثمانينيات زبير كراز الملقب بـ”تيريزا”، عن عمر ناهز 67 سنة بعد صراع طويل مع المرض والتشرد، حيث عانى كثيرا في وقت عرفه كثيرون كمهاجم فعّال للاتحاد قبل أن ينتقل لصفوف شباب برج منايل حيث بقي لعدة سنوات وأحبه الأنصار الذين لقبوه بـ”تيريزا”.

لاعبون وحكام ومسيرون ماتوا في صمت

يؤكد الحكم السابق فاروق وشان ورئيس جمعية “نجمة” التضامنية لـ”الشروق”، بأن سنة 2019 شهدت رحيل وجوه رياضية بارزة، من اللاعبين السابقين أو من سلك التحكيم والمسيرين، مذكرا في هذا الجانب زميله السابق الحكم الفدرالي جحنين زيتوني، حكم فدرالي من سطيف، وكذا الحكم الفدرالي السابق بن محمد عبد القادر من مستغانم، والحكم الدولي السابق رومان سعيد من الجزائر العاصمة، والطيب داني (حكم دولي من قسنطينة)، كما تشمل القائمة بروان سعيد (حكم فدرالي الجزائر)، وبن سعيدي معمر (حكم فدرالي سابق من رابطة الجزائر) والحاج حميدة عبد الرحمان (حكم دولي سابق قالمة)، أما من ناحية المسيرين فنسجل وفاة حمداني حمدان الذي ترأس رابطة مستغانم لسنوات، وكذا علي زياد، الرئيس السابق لجمعية عين مليلة وعضو المكتب الفدرالي، والأخوين يوسف وجمال وبعبد الله اللذين ارتبط اسماهما بشباب باتنة، حيث توفيا في وقت غير بعيد خلال الأشهر الأخيرة من السنة المنقضية، وهما اللذان توليا عدة مسؤوليات تسييرية في إدارة “الكاب”، كما وفقدت ولاية البرج المدرب السابق رشيد بخوش، فيما فقدت ولاية سطيف لاعبين بارزين هما طارق زياد وعبد الرحمان فلاحي إثر صراع مع المرض. وشهد شهر أوت المنصرم وفاة بشير لحمر، وهو حكم فدرالي سابق من ولاية جيجل.

دراوي وزيدان وكراز وبتاج وآخرون.. ضحية أمراض عقلية وانهيارات عصبية

من جانب آخر، عرف الشارع الرياضي خلال الأشهر الماضية تضامنا مع عدة لاعبيهن ووجوه كروية مرت بظروف صعبة، وفي مقدمتهم اللاعب الأسبق رشيد كراز الذي وافته المنية منتصف العام المنقضي، بسبب معاناته مع انهيار عصبي، ما جعله أسير التشرد والتسوّل في شوارع وأزقة العاصمة، قبل أن تتدخل بعض الجهات التي ردت الاعتبار للاعب أبدع وأمتع جماهير عدة أندية على غرار اتحاد بلعباس وشباب برج ومنايل واتحاد الجزائر.

وقد أعادت قضية وضعية اللاعب الراحل رشيد كراز الملقب بـ”تيريزا” إلى الواجهة الوضعية الصعبة التي مر بها عديد النجوم الكروية الذين عانوا من أمراض عقلية وانهيارات عصبية، في الوقت الذي أعطت صورة مشرفة في المردود الفني والروح الرياضية فوق المستطيل الأخضر، بدليل أن الشارع الرياضي كان قد عبر عن قلقه من الوضعية التي مر بها “تيريزا”، خصوصا أنه كان لاعبا بارزا وذا أخلاق عالية طيلة مسيرته الكروية في المستوى العالي، حيث سبق له أن حمل ألوان اتحاد بلعباس مطلع الثمانينيات، ولعب مع شباب برج منايل لمدة تزيد عن 5 مواسم، قبل أن يحمل فيما بعد ألوان اتحاد الجزائر، الذي حقق معه الصعود إلى القسم الأول، وتوج بلقب كأس الجمهورية، ما جعله محل تقدير واحترام الجماهير الكروية للفرق التي لعب لها. وفي هذا الجانب، فقد عرفت الملاعب الجزائرية حالات مشابهة للاعب رشيد كراز، على غرار الفقيد عيسى دراوي الذي تعرض لانهيار عصبي جعله يعاني طيلة فترة الثمانينيات والتسعينيات، في الوقت الذي لا تزال الجماهير الكروية تتذكر تألقه اللافت بألوان المنتخب الوطني ومولودية الجزائر فترة السبعينيات، والكلام ينطبق على اللاعب الدولي الأسبق جمال زيدان الذي عانى من متاعب نفسية وعقلية مطلع الألفية، ووصل به الأمر إلى القيام بدور شرطي المرور في شوارع العاصمة، ما خلف الكثير من التعاطف موازاة مع الاعتراف ببصمته المميزة مع “الخضر”، وخلال مسيرته الاحترافية، كما عانى اللاعب الأسبق للمنتخب الوطني ووفاق سطيف صالحي العياشي وضعا نفسيا صعبا مطلع التسعينيات، حيث نظمت له مباراة اعتزالية لمساعدته ماديا، اعترافا ببروزه اللافت مع “الخضر” ونسور الهضاب فترة السبعينيات، كما عانى في السنوات الأخيرة اللاعب الأسبق لوداد تلمسان والمنتخب الوطني بتاج من مرحلة نفسية صعبة، ما جعل الكثير من أصدقائه ومقربيه يقفون معه لتجاوز هذه المحنة.

رحماني وحنصال وغريب ودحو وآخرون.. نجوم قدمت الكثير تعاني في صمت

من جانب آخر، يعرف الوسط الكروي الوطني متاعب صحية لنجوم ووجوه قدمت الكثير وتعاني في صمت، وهي في حاجة إلى وقفات ميدانية وإنسانية، من باب مد يد العون أو على الأقل التفاتة معنوية، على غرار الحكم الدولي السابق كريم دحو الذي يعاني من مرض مزمن جعله أسير منزله بمستغانم، والكلام سينطبق على اللاعب السابق للمنتخب الوطني ووفاق سطيف عبد الرزاق رحماني الذي يعاني في صمت من مرض خطير، علما أن شقيقه الحارس السابق للوفاق رحماني محمد توفي منذ مدة ليست بالقصيرة اثر متاعب مع المرض، فيما أجرى زميله السابق في الوفاق مصطفى غريب عملية جراحية بعد تدخل بعض الوجوه الرياضية والجمعوي. وحسب بعض المصادر فإن النجم السابق للمنتخب الوطني وترجي قالمة سنوات الستينيات والسبعينيات مصطفى سريدي يعاني هو الآخر في صمت، مثلما يعاني الحكم الدولي السابق محمد حنصال في بيته المتواضع بوهران، رغم مشواره المميز وهو صاحب أكبر المقابلات الدولية، والقائمة طويلة للاعبين وحكام يعانون من أمراض مختلفة، مثل علي سديرة وبن حميدة عبد الحميد، وهما حكمان وطنيان سابقان من ولاية المسيلة، والعربي السعيد (حكم فدرالي سابق من الجزائر العاصمة)، وعجيلي نصر الدين (حكم فدرالي سابق من عنابة) ومشري محمد (حكم فدرالي من الحجار)، وبيادر معاشو الذي يعاني من أمراض وحالة اجتماعية مزرية في مسقط رأسه ببلعباس، وكذا عجاتي جمال (حكم فدرالي سابق من قسنطينة) الذي يعاني من مرض السرطان، والحاج عبد الفتاح (حكم فدرالي سابق من بشار) الذي يعاني من مرض مزمن، في الوقت الذي لا يزال اللاعب السابق لمولودية الجزائر واتحاد عين البيضاء فوضيلي في حاجة إلى التفاتة فعلية من أجل إجراء عملية جراحية مستعجلة على مستوى الرأس، وهو الذي سبق له أن راسل جميع الجهات لمساعدته على العلاج في الخارج.

حوادث حوّلت حياة رياضيين إلى جحيم وأطراف ترفع شعار “لا للنسيان لا للتهميش”

وحسب الحكم السابق فاروق وشان فإن وجوها أخرى تعاني في صمت، مثل الحكم الدولي السابق محمد مزاحي (96 سنة) من قسنطينة الذي يشكو التهميش رغم أنه يعد عميد الحكام الدوليين الجزائريين، وكذلك الحكم الدولي السابق قوطاري عمار الذي يعاني في مقر سكناه بقسنطينة، إضافة إلى الحكمين سيد علي باش طبجي من الرغاية وبرحمون إبراهيم من بومرداس وإبراهيم قصاص من الأغواط الذي بترت ساقه، وكلاخي الحاج من فرندة، وبن قرقورة عبد الكريم (87 سنة) الذي يعاني النسيان، مثلما هناك حكام كانوا ضحايا حوادث مرور أثناء تنقلهم لإدارة مقابلات، في صورة سمارة قويدر (معوق 100 من المئة)، حيث تعرض لحادث أثناء تنقله لإدارة لقاء مولودية وهران ضد وفاق سطيف، رفقة زميله قسطلي توفيق عين الدفلى وحميد بشراير من المدية، كما يعاني سكران عبد القادر من البليدة من إعاقة دائمة، إثر حادث تعرض له في طريقه لإدارة لقاء جمعية الشلف ضد ترجي مستغانم.. ويؤكد الحكم السابق فاروق وشان لـ”الشروق” بأن رئيس جمعية “نجمة” التي يترأسها تهدف إلى تفقد حال الرياضيين الذين يعانون من متاعب صحية واجتماعية صعبة، سواء اللاعبين أو المدربين أو المسيرين والمنتمين إلى سلك التحكيم، مضيفا أنه لا يتوانى رفقة طاقمه في زيارة مختلف الوجوه الكروية التي تعاني من أمراض ومتاعب مختلفة بغية الاطمئنان عليها والرفع من معنوياتها،، مؤكدا أن شعار جمعية “نجمة” هو “لا للنسيان لا للإقصاء لا للتهميش”، وختم كلامه لـ”الشروق” بالقول: “هناك حالات تستحق الإعانات وهناك حالات تستحق التفاتة فقط”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد بوعلي محمد

    عجب يقع في هذا الوطن؟؟ هذا كان من سنين خلت كرم اسطورة الكرة الارجنتين ديقو بدل هؤلاء واخذ مبلغا معتبرا لو قُسم علي هؤلاء لكفاهم... و هناك يراد تكريم بن زيمة وكأنه لعب للوطن وشرف الوطن؟؟ لو فيه ضمائر حية فيمن يمثلون الرياضة لسجينوا جميعا للتهاون و الاقصاء لهؤلاء ... أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يرفع البلاء والضراء عنا وعنهم و عن جميع المسلمين؛ انه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه وتعالى اللهم احسن اعمالنا بحسن الخاتمة

  • عبد الله

    يعاني اللاعبون كما يعاني غيرهم... ويعاني الأغنياء كما يعاني الفقراء..ويعاني الأقوياء كما يعاني الضعفاء ...وهذه سنة الله في الكون... والجهة الخافية في المعاناة هي أن الله يمتحن عباده المؤمنين في هذه الحياة الفانية ليطهرهم من الذنوب والمعاصي ليلقونه وهم في أبهى حلة يدخلون فيها في عالم حياة الأبد والخلود....وليس اللاعبون بأفضل من غيرهم في هذا المجال... فلا تجعلوا من كرة القدم وثنا جديدا...

  • كمال

    هنا نستعجب من بيراف الذي خصص وسام الاستحقاق لبن زيمة ولم يلتفت لهؤلاء اين المحكة الرياضية اين اعضاء بيراف اين وزارة الرياضة اين اموال الرابطات لماذا لم يستجيبو لصحيات هؤلاء الرياضيين الذين يموتون في صمت