رياضة

درس زيدان الجزائري

ياسين معلومي
  • 15576
  • 7

لا أدري إن شاهد صناع القرار في الرياضة الجزائرية، تتويج فريق ريال مدريد بكأس السوبر الإسباني بعد فوزه ذهابا وإيابا أمام العملاق برشلونة، وعلى يد مهندس “جزائري” اسمه زين الدين زيدان، استطاع في ظرف وجيز أن يفوز بكل النهائيات التي خاضها مع الفريق الملكي منذ بداية مشواره التدريبي، حيث فاز “زيزو” بدوري أبطال أوروبا مرتين (2016 و2017) وكأس السوبر الأوروبي مرتين (2016 و2017) وكأس العالم للأندية (2016) وكأس السوبر الإسباني ذهابا وإيابا (2017)، كما توج ببطولة 2017..

ما يعجبنا كجزائريين في زيدان، أنه لم يتنكر أبدا لبلد والديه وأجداده، رغم أنه ولد في فرنسا، وتألق في أنديتها، قبل أن يحط الرحال في إيطاليا، وإسبانيا، وتوج بكأس العالم، اللقب الأغلى في مسيرة أي لاعب.. زار الجزائر مرات عديدة، ولعب مباراة خيرية ضد نجوم الثمانينيات، حمل العلم الجزائري.. رسالة واضحة منه بأنه فخور بأنه ابن بلد المليون ونصف المليون شهيد… عاون في سرية كبيرة “دشرة” مسقط رأسه وحتى ولايات أخرى بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري، وقدّم مساعدات خيرية أخرى كبناء مستشفى، وجلبه سيارات إسعاف يثبت أن نجاح “الجزائري” في الملاعب الأوروبية كلاعب وكمدرب، مرده إلى تواضعه، وتفانيه في العمل.. وهي رسالة واضحة بأنه لو تمنح الإمكانيات للجزائريين لصنعوا المعجزات.

نحن نعرف أن تألق زيدان ليس وليد الصدفة، بل وراءه رجال ورجال، البداية كانت بعائلته، مرورا بكل التقنيين، الذين أشرفوا عليه كلاعب، وإلى إدارة النادي الملكي التي منحته الفرصة، ليصبح في وقت قصير أحد أحسن التقنيين الذين أشرفوا على الريال الإسباني، وربما ألقاب ما زالت تنتظره مستقبلا، وبصراحة أعتبره “نابغة” سيحقق ما عجز عنه أشهر المدربين في العالم.

الحديث عن زيدان، وما قلته في بداية مقالي “لا أدري إن شاهد صناع القرار في الرياضة الجزائرية تتويج فريق ريال مدريد بكأس السوبر الإسباني”، يدفعني مرة أخرى إلى الحديث عن المؤامرات التي تحاك يوميا في رياضة بلدي، فلا أحد يفكر في مستقبلها، وكيفية تطويرها، بل شغلهم الشاغل، الطريقة التي يتم بها تكسير كل ما هو إيجابي، وتحطيم آمال كل الشبان الذين لا يعرفون مصيرهم جراء التكالب والمؤامرات التي تحدث يوميا بين مسؤولين، لا يهمم شيء سوى البقاء في مناصبهم رغم أنف من يريدون تطوير الرياضة في الجزائر.

ما وصل إليه زيدان اليوم وفي وقت وجيز، ربما رسالة إلى كل مسؤول رياضي غيور على هذا الوطن، وأن الإنجازات تحقق بالعمل والمثابرة، لا بالرشوة، ولا بالعنف، فعندما يضع الأوروبيون ثقتهم في لاعبيهم القدامى للبقاء في الميادين، لإعطاء تجربتهم للجيل الحالي، ونحن نحارب القدامى ونطردهم شر طردة، ونجلب أميين لا هم لهم سوى المال، فهنا نفهم كل شيء، ولا داعي للمقارنة؟؟

ربما أجد نفسي في كل مرة، أردد نفس العبارات والكلمات، لأن رياضة بلدي لم تتطور، ولم تتجدد، فعندما يعلم الجميع أن سنوات الرياضة في الجزائر تتشابه منذ أمد بعيد، ولا أحد تدخل من أجل التغيير، فلا ننتظر أي مستقبل للرياضة التي كانت دائما تصنع الفرحة للجزائريين.

أظن أنه حان الوقت لتغيير الأمور وتعيين من هو أجدر بالمسؤولية، رغم أني متأكد من أن الأمور ستراوح مكانها ولسنوات.

مقالات ذات صلة