الشروق العربي
أصحاب السوء:

دعاة الانحراف والجريمة

صالح عزوز
  • 3200
  • 5
ح.م

لا ينتبه الكثير منا، إلى أن العلاقات بين الأفراد، لها تأثير واضح في حياتهم، بين مؤثر ومـتأثر. وهذا لا يظهر إلا بعد فوات الأوان، خاصة في السلوكات السيئة. والحديث في هذا الموضوع، هو الحديث عن تأثر شبابنا بمن يحيط بهم، وقد يكون سببا مباشرا في انحرافهم كما نراهم اليوم في الكثير من العائلات، في غياب رقابة الآباء، ولا ينتبهون إلا وقد فات الأوان، ولا يمكن بذلك إنقاذهم من أنياب المخدرات والجريمة بكل أنواعها.

كان من الواجب علينا لتفادي هذا الانحراف الذي يقع فيه الكثير من شبابنا اليوم، مراقبة الصحبة التي يقضي أغلب وقته معها، ومحاولة معرفة سلوكاتهم وطريقة تصرفاتهم ومعيشتهم، لكن للأسف العديد منا لا يأخذ هذه الأمور على محمل الجد، حتى يفوت الأوان، خاصة أن رقعة الجريمة اليوم اتسعت في الكثير من المجالات. لذا، وجب الحرص الدائم، لعدم الوقوع في دائرة من دوائرها.

الشارع أصبح يربي أكثر من العائلة

لا يختلف اثنان في كون الشاب اليوم أصبح يقضي أغلب وقته في الشارع، في غياب رقابة الآباء. لذا، فالمجال مفتوح أمامه للقيام بما يشاء وهم في غفلة عن هذا، بل وأكثر من هذا، لا ينتبه إليه وقد قضى الليل خارج البيت، مع أصدقاء السوء.. يكون الأمر في البداية من أجل السمر فحسب، في المزاح وتبادل النكت، ومع مرور الوقت، يتطور إلى أشياء أخرى، قد تكون السبب الأول في بداية انحرافه. لذا، يطرق أبواب الانحراف بداية من هذه السهرات والتجمعات الليلية، التي تتم في الخفاء بعيدا عن أعين الناس، وبعيدا عن أعين الآباء خاصة، وهم المسؤولون الأولون عنهم قبل المجتمع.

كثرة الملهيات والإغراءات

 انتشرت في السنوات الأخيرة الكثير من الملهيات، وفتحت الكثير من أبواب الإغراءات، وأصبحت تحصد الكثير من عقول الشباب اليوم بأعداد كبيرة، خاصة في وجود أصحاب السوء، الذين يزينون لبعضهم هذه الملذات، التي تصبح مع مرور الوقت إدمانا في كل المجالات، لا يمكن التخلص منها بسهولة. لذا، يجد الشاب اليوم نفسه محاصرا من كل الجوانب من الشهوات بكل أنواعها من جهة، ومن أصدقاء السوء من جهة أخرى، الذين يجرونه رغما عنهم إليها، وهذا في غياب الواعظ الخلقي أو الشرعي أو التربوي، وكذا رقابة الآباء التي تكون في الكثير من الأحيان واقي الصدمات للأبناء، لكن في غيابهم يصبحون معرضين لكل الهزات في المجتمع، خاصة وهم في مرحلة عمرية هشة، تتأثر بكل التحولات، وفي بعض الأحيان لا يفرقون بين ما هو خير وما هو شر، لذا يكونون ضحايا هذه الصحبة التي تزين لهم كل شر، تجده أمامهم، حتى يصلوا إلى مرحلة اللا رجوع، حينها يكون طريق العودة صعبا.. هذا، إن لم يتسببوا في جرائم تقضي على حياتهم كليا، سواء في ظلمات السجون أم الموت الأكيد.

تعتبر الصحبة مقياس أخلاق الفرد، ولها تأثير واضح على سلوكه حاضرا ومستقبلا. لذا، وجب علينا مراقبة صحبة أبنائنا وبناتنا على حد سواء.

مقالات ذات صلة