جواهر
بسبب بخلهم.. زوجات يجزن لأنفسهن سرقتهم

دوريات نحو جيوب الأزواج!

سمية سعادة
  • 7002
  • 36
ح.م

من أكثر المهمات التي تشترك فيها معظم الزوجات كلما أرخى الليل ستائره، هي “الإغارة”على جيوب الأزواج الذين يغطون في نوم عميق، فيأخذن القليل ويتركن الكثير حتى لا يشعر”المسروق” بعملية”الاختلاس”، وفيما تشعر بعض الزوجات بتأنيب الضمير لكونهن أخذن النقود بطريقة السرقة، تعتبر زوجات أخريات أن ما “يستولين” عليه خلسة، هو حق مشروع طالما أن الزوج يده مغلولة إلى عنقه، ولا يعطي المال برضاه.

 تتعقبه لتسرقه!

لأن زوجها صاحب مخبزة كبيرة تدر المال الكثير، فهو نادرا ما ينتبه إلى المبالغ المفقودة عندما يعيد عدها من جديد في البيت، ولكن زوجته التي تتمتع بذكاء حاد سرعان ما تنسيه فيما فقده، وتفسر له الأمور كما تحب عندما تقول له مثلا: ربما اختلطت عليك فئة 1000دج بفئة 500، لكن عندما تكررت “الثغرات”كثيرا، صار يكتب المبلغ الذي يجمعه في آخر النهار في ورقة، وهو ما جعله يتأكد أن زوجته هي التي تأخذ منه الأموال دون أن يشعر، ولأنه يعلم بمكرها فقد أصبح يخفي أمواله يوميا في المستودع، لكن هذا الإجراء الاحترازي، لم يجنبه السرقة لأنها، حسب ابنة خالتها التي روت لنا يومياتها مع السرقة، تقوم بتعقبه إلى أن اكتشفت المكان الذي يخفي فيه النقود وأصبحت تأخذ منه كالعادة، ولكنها بعد مرور سنوات على هذه”المهمة”التي صارت تتقنها كثيرا، قررت أن تقلع عن هذه العادة لأنها سمعت علماء الدين يقولون أنه يتعين على المرأة التي ابتليت بزوج بخيل أن تأخذ منه قدر ما تأكل فقط إذا كان لا ينفق عليها في الطعام.

وتقول السيدة نورة حول هذا الموضوع: “ما الذي يدفعني إلى سرقة زوجي لو كان يعطيني مما أعطاه الله الذي فتح عليه بتجارة واسعة”وتضيف:” لكنه عندما نسى أو تناسى أن البيت يحتاج على مصاريف كثيرة، قررت أن أسرقه كلما وجدت إلى ذلك سبيلا، وعندما يتهمني بالسرقة أقوم بإنكار الأمر نهائيا وأذرف أمامه الدموع، فيعتذر مني ويلصق التهمة بذاكرته الضعيفة”.

“كلنا سرّقات”!

أما السيدة عتيقة، وحتى تبرر سرقتها لزوجها فقد قالت: “ليس هناك امرأة في الجزائر لا تسرق زوجها”وتضيف في ثقة: كلنا سرّقات”ثم تقوم بفلسفة السرقة على نحو يجعلنا نسلّم بأن ما تقوم به هي وغيرها من النساء ليس سرقة وإنما نوع من الحقوق المشروعة التي إن لم تؤخذ علانية لوجود مانع، فلابد أن تؤخذ سرا، حيث تقول:” لا ينبغي أن نسمي كل من يأخذ مال غيره لصا، فهناك من يسرق ليسترجع حقوقه مثلي تماما، ومثل مئات النساء المهضومة حقوقهن، فزوجي مثلا ميسور الحال، حيث يقوم باستبدال العملات، إلا أنه يعطيني مبلغا صغيرا لا يسد الحاجة ليغيب عن البيت ثلاثة أيام كاملة، فماذا يفعل هذا المبلغ أمام غلاء المعيشة وطلبات الأطفال الكثيرة؟، ثم ألا يحتاج البيت إلى أثاث وأوان وأفرشة وأغطية؟ ولأجل هذا أصبحت”أخترق”جيوبه ، ولا أخفيكم أنني في بداية الأمر كنت اشعر بتأنيب الضمير، ولكن حينما تأكد لي أن زوجي ليس مستعدا لتغيير طباعه، أصبحت أشعر بالغضب عندما لا أتمكن من سرقته.

جواز بشروط

أجاز الإسلام للمرأة أن تأخذ من مال زوجها ما تسد به رمقها إذا كان بخيلا، أما ما عدا ذلك فهي معصية تحاسب عليها، زد على ذلك فإن المرأة تسقط من عين زوجها إذا امتدت يدها إلى جيبه مثلما تمتد يد اللص إلى جيوب الآخرين، لكن من الضرروة بمكان على الرجال “البخلاء” ألا يحرموا زوجاتهم من حقوقهن المادية التي كفلها الإسلام للمرأة، وإلا فان السرقة في هذه الحالة، تصبح مطلبا شرعيا للنساء اللواتي حرمهن أزواجهن من أبسط الحقوق. 

مقالات ذات صلة