-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ديمقراطية الإستطلاعات!!

الشروق أونلاين
  • 1604
  • 0
ديمقراطية الإستطلاعات!!

محمد يعقوبي:yacoubim@ech-chorouk.com

ما يثير الإعجاب في الانتخابات الفرنسية والغربية عموما، أن استطلاعات الرأي، لا تكذب عند هؤلاء “القوم” وفي كل مرة يثبتون أنهم يتحكمون في حاضرهم ومستقبلهم على حدّ سواء، ولذلك رأينا استطلاعات الرأي تعطي الفوز لساركوزي قبل مناظرته مع روايال بنسبة 52 لترتفع هذه النسبة بعد المناظرة إلى 54%، فجاءت النتائج الرسمية غير بعيدة عن هاته وتلك 53 %.ورغم أن الكثيرين انكمشوا بعد سماعهم نبأ فوز ساركوزي، إلا أن إستقلالية إستطلاعات الرأي وقدرة الفرنسيين على الإمساك بقواعد الديمقراطية نظريا وعمليا، غطت على عيوب هذا الرجل واضطر الجميع للقبول به كأمر واقع.. أما إستطلاعات الرأي في عالمنا الثالث، فهي عمل كمالي ومضيعة للوقت عند كثيرين، وليس لديها شيء من المصداقية، إلا عند الناس الذين قاموا بها والذين يقفون وراءهم، رغم أن عشرات القضايا والظواهر والاستحقاقات تحتاج في بلادنا إلى استطلاعات رأي تمكننا من تحسين أوضاعنا وتقويم سلوكنا وأخطائنا.

ومن عيوب الديمقراطية في الجزائر، أننا نعيش هذه الأيام إستحقاقا تشريعيا يفترض أنه مهم لمستقبل البلاد، ورغم ذلك لا يوجد ولا استطلاع رأي واحد يعطينا تصوّرا ولو بسيطا عن الخارطة السياسية التي ستفرزها الانتخابات التشريعية، وكل الذي نحتكم عليه، هو مضاربات تطلقها الأحزاب المتنافسة التي تحاول أن تهيكل الرأي العام على خارطة سياسية معينة لا مجال فيها للمفاجأة.

الحقيقة أن إستطلاعات الرأي، ليست عملا كماليا ولا مضيعة للوقت ولا وسيلة من وسائل احتواء الرأي العام، إنما هي صورة واقعية ناطقة تجعلنا على بينة من مستقبلنا وفق أسس علمية واضحة، وما أكثر الفضاءات التي نحتاج فيها إلى استطلاعات تمكننا من تصليح عيوبنا والإعداد لتحديات المستقبل، وهي إحدى ثمار الديمقراطية الحقيقية التي لانزال نحبو للوصول إليها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!