-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دين البداوة‮!‬

سلطان بركاني
  • 1695
  • 0
دين البداوة‮!‬

دين البداوة،‮ ‬نبزٌ‮ ‬يطلقه من‮ ‬يعجبهم أن‮ ‬يوصفوا بالعقلانيين والحداثيين،‮ ‬على أحكام الشّريعة الإسلاميّة،‮ ‬المتعلّقة ببعض مناحي‮ ‬الحياة،‮ ‬وهذا الوصف وإن كان مؤدّاه قديما قدم البشريّة،‮ ‬واجه به المكذّبون دعوات الأنبياء والرّسل‮ “‬وَإِنْ‮ ‬يَرَوْا كُلَّ‮ ‬آَيَةٍ‮ ‬لاَ‮ ‬يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ‮ ‬يُجَادِلُونَكَ‮ ‬يَقُولُ‮ ‬الَّذِينَ‮ ‬كَفَرُوا إِنْ‮ ‬هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ‮ ‬الْأَوَّلِينَ‮” (‬الأنعام‮ ‬25‮)‬،‮ ‬إلا أنّ‮ ‬لفظه اشتهر في‮ ‬السّنوات الأخيرة على لسان الكاتب الفلسطينيّ‮ ‬عزمي‮ ‬بشارة،‮ ‬الذي‮ ‬يقدَّم على أنّه مفكّر عربيّ،‮ ‬تتنافس القنوات العربيّة على استضافته وتقديم تحليلاته ليس للرّاهن العربيّ‮ ‬فقط،‮ ‬وإنّما للرّاهن الإسلاميّ‮ ‬أيضا‮!‬،‮ ‬مع أنّه رجل نصرانيّ،‮ ‬لم تسعفه علمانيته في‮ ‬إخفاء تعصّبه ضدّ‮ ‬الإسلام،‮ ‬وهو ما‮ ‬يظهر في‮ ‬فلتات لسانه،‮ ‬وفي‮ ‬لمزه لبعض أحكام الشّريعة الإسلاميّة التي‮ ‬يتستّر خلف نسبتها إلى الجماعات المتطرّفة‮.‬

ولعلّ‮ ‬ما‮ ‬يكشف تناقض صاحب نظرية‮ “‬دين البداوة‮” ‬ومن‮ ‬يسير على نهجه من علمانيي‮ ‬العرب،‮ ‬أنّهم وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬وصلت دعواتهم لتخليص الإسلام من‮ “‬البداوة‮”‬،‮ ‬إلى حدّ‮ ‬المطالبة بإعادة النّظر في‮ ‬بعض نصوص القرآن التي‮ ‬تثبت كفر اليهود والنّصارى،‮ ‬وتدعو إلى تطبيق الشّريعة وإقامة الحدود،‮ ‬لا‮ ‬يُسمع لهم في‮ ‬المقابل أيّ‮ ‬صوت‮ ‬يطالب بإعادة النّظر في‮ ‬المصادر النّصرانيّة التي‮ ‬حفلت بالإباحية والإساءة إلى أنبياء الله عليهم السّلام،‮ ‬وغيّبت العقول،‮ ‬وروّجت للخرافات،‮ ‬وفوق هذا وذاك أصّلت للإرهاب الأعمى الذي‮ ‬تُرجم ولا‮ ‬يزال‮ ‬يُترجم إلى واقع،‮ ‬من خلال الحروب الصليبية التي‮ ‬شنّت ولا زالت تشنّ‮ ‬على المسلمين بتحريض من الكنيسة؛ فتَنسب مثلا إلى نبيّ‮ ‬الله عيسى عليه السّلام أنّه قال‮: “‬لا تظنّوا أنّي‮ ‬جئت لألقي‮ ‬سلاما على الأرض،‮ ‬ما جئت لألقي‮ ‬سلاما بل سيفا؛ فإنّي‮ ‬جئت لأفرّق الإنسان ضدّ‮ ‬أبيه والابنة ضدّ‮ ‬أمّها والكنّة ضدّ‮ ‬حماتها‮” (‬إنجيل متّى‮ ‬10‮: ‬34‮)‬،‮ ‬وتنسب إليه أيضا قوله‮: “‬أمّا أعدائي‮ ‬أولئك الذين لم‮ ‬يريدوا أن أملك عليهم،‮ ‬فأْتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدّامي‮” (‬إنجيل لوقا‮ ‬19‮: ‬27‮). ‬بل تذهب بعض النّصوص إلى حدّ‮ ‬الأمر بقتل الأطفال والنّساء؛ ففي‮ ‬سفر صموئيل مثلا ورد هذا النصّ‮: “‬فالآن اذهبْ‮ ‬واضرب عماليق،‮ ‬وحرّموا كلّ‮ ‬ما له،‮ ‬ولا تعفُ‮ ‬عنهم،‮ ‬بل اقتل رجلا وامرأة،‮ ‬طفلا ورضيعا،‮ ‬بقرا وغنما،‮ ‬جملا وحمارا‮” (‬صموئيل الأول‮ ‬15‮: ‬3‮).‬

هذه النّصوص وغيرها ممّا نضحت به مصادر النّصارى،‮ ‬لا تسترعي‮ ‬اهتمام علمانيي‮ ‬العرب،‮ ‬ولا تستحثّهم للمطالبة بإعادة النّظر فيها،‮ ‬لأنّهم‮ ‬يعلمون أنّ‮ ‬مقدّسات النّصارى خطّ‮ ‬أحمر،‮ ‬لا تسمح الأنظمة العربية التي‮ ‬تحتوي‮ ‬بلدانها أقليات‮ ‬غير مسلمة،‮ ‬بتجاوزه والقفز عليه،‮ ‬ويبقى المسلمون وحدهم في‮ ‬بلاد الإسلام هم من‮ ‬يُطلب منهم أن‮ ‬يراجعوا دينهم،‮ ‬ويعيدوا النّظر في‮ ‬نصوصه‮!.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!