-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ذبابة “تسي تسي”!

ذبابة “تسي تسي”!

سيكون من الظلم للذباب العادي، أن نسمي به بعض المغردين المغاربة المسيئين للجزائر، وهم يملئون الدنيا أزيزا، من أجل الأزيز فقط؛ فالذبابة التي نعرفها هي حشرة باحثة عن قوتها مع قليل من الإزعاج وقليل من الوباء، فما صار يأتينا من هؤلاء “المغرّدين”، ومنهم من فتح قنوات خاصة، لأجل سبّ الجزائريين والتشكيك في جغرافيتهم وتاريخهم، صار يثير الشفقة والرأفة بحالتهم المَرضية، وأبدا لا يثير القلق والتوتر الذي يطلبه هؤلاء.

المشكلة أن الذين يثيرون الشفقة، ليسوا من عامة الناس ومن البسطاء الذين يمكن أن نبحث لهم عن أعذار في جهل أو فقر أو عبودية أو مازوشية أو مرض نفسي، لكن غالبيتهم يمتلكون درجات علمية وعملية مرموقة، مثل دكتور وبروفيسور ومحام، كما كان الشأن في تغريدة تتهم  “الخضر” والاتحاد الجزائري لكرة القدم، بسرقة الشكل الهندسي المرسوم على القمصان، من فن “الزليج” الذي هو في الأصل، ليس مغربيا، أو مكوّنات الشخشوخة القسنطينية التي تواجدت ضمن أشهى أطباق المعمورة، وغيرها من الأمور الغريبة التي لا تثير الحزن ولا الضحك ولا أي إحساس بشري، اللهم إلا أنها مصيبة ابتُلي بها البلد الجار وشعبه الشقيق، الذي وجد نفسه موبوءا بذبابة “تسي تسي”، وهي الذبابة التي أبانت الاكتشافات، بأنها المتسببة الأولى في مرض النوم الخطير، الذي يصل بالمصاب به إلى درجة الغيبوبة.

قال ملك المغرب في إحدى خرجاته القليلة جدا، والتي لا يُعرف لها مكانٌ ولا زمانٌ ولا حتى مناسبة، بأنه يتبرأ من كل الذي يهاجمون الجزائر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يعلم بأن هذه المواقع زادت من “سُعارها”، ولكنه ربما لا يعلم بأن أول متضرر من السُّعار هو المصاب به، قبل الذي يحاول عضَّه، وبأن الذباب المغربي قد تحوَّل إلى ذباب “تسي تسي” الذي يصيب الشعب بالنوم الطويل أو الغيبوبة.

كنَّا من قبل نعدّ بكثير من الحسرة والألم، المصائب التي ابتلي بها البلد الجار، من تشريع زراعة القنب الهندي وكل أنواع المخدرات وبيعها بالأطنان وليس بالكيلوغرامات، إلى السياحة الجنسية التي أساءت للماجدات من بنات المغرب، إلى انتشار السِّحر والجدل والشرك، الذي لا يغفر الله لمقترفه أبدا، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي أخذ أبعادا ثقافية وعسكرية وأمنية وحتى اجتماعية، إلى عبودية السُّجود للأمراء من كبار وأطفال وتقبيل أياديهم… لكننا اقتنعنا الآن بأن المصيبة الأكبر التي يعاني منها البلدُ الجار، هي هذا الذباب الذي ينقل الأعاجيب للمغرب، ويترك الشعب نائما أو مخدَّرا أو في حالة غيبوبة، وكأنه قد أصيب فعلا بلسعة من ذباب “تسي تسي”، بل إنه قد أصيب بها فعلا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!