منوعات
في حادثة غير مسبوقة

رئيس محكمة يدخل إبنه السجن بسبب السُكر وإهانة الشرطة بباتنة

الشروق أونلاين
  • 46642
  • 239
الأرشيف
الواقعة كان لها صدى إيجابي

عاشت ولاية باتنة أول أمس الخميس حدثا قضائبا وُصف بالفريد من نوعه، حيث أوقفت الشرطة في عين التوتة بباتنة، شابا لا يتجاوز الـ22 سنة من عمره، كان يقود سيارة، وهو في حالة سُكر سافر، مما أفقده السيطرة عليها ليصطدم بمنزل أحد المواطنين، فألحق به بعض الأضرار.

إلى هنا الخبر عادي وروتيني، لكن المثير في الحدث أن الشاب الموقوف لم يمتثل لأوامر الشرطة، عندما همّت بتوقيفه وأثار فوضى كبيرة في المدينة، وتحدّاهم أن يقدروا على القيام بشيء ضده أو اقتياده إلى السجن بحجة أنه ابن وكيل الجمهورية لدى محكمة المدينة، الآمر والناهي ظنا منه، أن والده سيشفق عليه وسيشفع له ويرمي بقوانين الدولة عرض الحائط من أجله، والغريب أنه لم يهدأ ولم يعد إلى جادة الصواب أمام عشرات المواطنين، واستمر في استفزازاته منذ توقيفه، فراح يسب الشرطة وينعتهم بمختلف الأوصاف غير اللائقة إلى غاية اقتياده إلى المركز، أين صعّد من حدة لهجته ضدهم، لكن سرعان ما نزل عليه خبر كالصاعقة يتعلق بإسداء والده أوامر للشرطة، يشدد فيها على عدم التواني في تطبيق القانون المعمول به ضد فلذة كبده. 

وعند تقديم الموقوف أول أمس الخميس أمام العدالة، شهدت المحكمة توافد عشرات المواطنين أغلبهم فضوليون، لأن الحادثة لم تكن مسبوقة، وكانوا ينتظرون بشغف كبير مصير نجل وكيل الجمهورية، حيث كان الكثير يعتقد بأنه سيخرج من دون أن ينال جزاءه، أو على الأقل مثوله أمام المحكمة كباقي المخالفين للقانون والمعتدين على الناس، لكنهم تفاجأوا كثيرا وهم يرونه أمام أعينهم مكبلا ومقتادا إلى السجن.  

لينصرف الجميع في هدوء تام وذهول، وفي الوقت الذي اعتبر بعضهم هذا الموقف هو أحسن تصرف لتجنب حدوث أية فوضى ممكنة، رأى الكثير بأن ذلك أروع مثال في تطبيق العدل والمساواة، خاصة لما عرف عن وكيل الجمهورية من حرص في تطبيق القوانين على أقرب المقربين، حيث سبق له أن أمر بسجن ابن شرطي عندما ارتكب أمرا مخالفا للقانون. 

 

مقالات ذات صلة