رياضة

رابح الذي لا يربح!

جمال لعلامي
  • 3819
  • 6
ح.م
رابح ماجر

فجأة تحوّل النقاش حول هزائم الفريق الوطني، من مدربه، إلى التعويض الذي سيقبضه في حال رحيله مقالا أو مستقيلا، والحال أن لغة “الصواردة” لم تعد سوى الظاهر من جبل الجليد، أو الشجرة التي تغطي الغابة، ولكم أن تتصوّروا ردّ فعل المناصرين عندما يعلمون بأن ماجر أو غيره من المدربين، سيقبض 7 ملايير أو أقل أو أكثر؟
من حقّ المدرّب في الجزائر وغيرها، أن يقبض أجرته قبل أن يجفّ عرقه، لكن من النافع أن يستفز هذا المدرب أو اتحادية كرة القدم، أو حتى كرة المضرب، الجماهير العريضة، بإعلان المبلغ الضخم، عند المفاوضات وخلال توقيع الاتفاق، وعند نقضه والوصول إلى الخلاف؟
هناك وسط المناصرين من استعار من صديقه أو أبيه، من أجل دخول الملعب باكرا والبقاء هناك ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحصرقة، أو المبيت في الطريق السريع، بهدف متابعة مباراة فريقه، ومنهم من يشتاق “كاسكروط” أو قارورة ماء يُسكت بهما بطنه، ولو مؤقتا، فهل يُعقل أن يسمع بالملايير التي يطلبها هذا المدرّب أو ذاك اللاعب دون نتيجة!
لم ينتصر الفريق الوطني خلال الزمن الجميل في ملحمة 82 لولا اللعب آنذاك بالقلوب قبل “الكرعين” من طرف رفقاء ماجر وبلومي، ولولا نفس القلوب وشحنة وهبّة كل الجزائريين لما حدث ما حدث في ملحمة أم درمان 2009، وما لحقها من “نشوة” في المونديال آنذاك، وكلّ ذلك لم يكن هكذا بالكلام الفارغ والاستفزاز، حتى وإن استفاد اللاعبون والمسيّرون!
المشكلة ليست في المبلغ الذي يقبضه المدرب أو المسيّر أو اللاعب، ولكن في حصيلة أدائه، فهل من المعقول أن تدفع خزينة “الفاف” الملايين والملايير مقابل جني الأصفار في المباريات الرسمية والودية؟ وهل من المقبول أن يطالب الخاسر بالتعويض، في وقت كان من المفروض أن يُجبر هو على تعويض الفريق والاتحادية والجمهور؟
حكاية “خبز الدار ياكلو البرّاني”، لم تعد مطروحة كثيرا، فالناخب الجزائري، ممثلا في “سي رابح” الذي لم يربح إلى غاية الآن منذ تعيينه على رأس فريق مازال يريد أن يربح، لا يُريد أن يستقيل، أي إنه ينتظر الإقالة، وهو بذلك يعرف القانون جيّدا، فالتسريح “التعسّفي” يقتضي التعويض، وهذا يعني أن ماجر كغيره من المدربين السابقين، لا يريد أن يخسر “الشكارة”، رغم أنه خسر كل المقابلات وبرّرها بما يستدعي “نطح” الجدران!
كان النزهاء داعمين لماجر عندما هبّت ضده في بداية مهمته، حملة معارضة وتصفية، لكن الآن وبعد سلسلة الهزائم، لم يبق أمامه سوى الانسحاب بشرف!

مقالات ذات صلة