رياضة
خيّب ظن الجماهير وانتقاداته كمحلل سدد فاتورتها في الميدان

رابح ماجر.. النجم الذي خطف الأضواء كلاعب وخسر الرهان كمدرب

صالح سعودي
  • 9406
  • 10
ح.م

يُجمع الكثير من المتتبعين بأن الدولي السابق رابح ماجر من التقنيين الذين أتيحت لهم عدة فرص للإشراف على المنتخب الوطني، إلا أنها كلها كانت فاشلة، في ظل عجز صاحب الكعب الذهبي عن ترك بصمة ايجابية من الناحية الفنية، حيث عجز عن منح الإضافة اللازمة، والأكثر من هذا وقع عام 2018 أسير الضغط الناجم عن الهزائم الودية المتتالية.

تصنف آخر تجربة للمدرب رابح ماجر على رأس المنتخب الوطني على أنها صفحة سوداء انعكست عليه سلبا، بعدما غرق في وحل النكسات الودية، ما جعله محل انتقاد المتتبعين، وحتى زملائه من جيل الثمانينيات، ورغم ماضيه الكروي كلاعب خطف الأضواء، إلا أن مساره كمدرب لم يكن موفقا مع “الخضر”، وهذا منذ أول مهمة أوكلت له عام 1994 وصولا إلى آخر تجربة تولاها من نوفمبر 2019 إلى غاية جوان 2018.

من مهزلة زيغنشور إلى مدرب لـ”الخضر” لمدة 550 يوم و720 دقيقة

في يوم 4 ديسمبر 1993، تم تعيين النجم السابق رابح ماجر لأول مرة على رأس المنتخب الوطني، وتمحور الاتفاق حينها مع رئيس الفاف مولدي عيساوي على التأهل إلى “كان 96” ومونديال 98، وقد تزامن ذلك مع مخلفات مهزلة زيغنشور 92 التي كان ماجر أحد أطرافها، وصولا إلى قضية كعروف التي حرمت المنتخب الوطني من التواجد في “كان 94”. وقد استهل ماجر تصفيات “كان 96” بالتعادل الأبيض في إثيوبيا، ثم التعادل (1-1) في ملعب 5 جويلية أمام منتخب السودان. وفي الوقت الذي تعادل في أوغندا (1-1) وفاز على مصر في الجزائر بهدف لصفر، إلا أن الخسارة في تنزانيا (2-1) أعادته إلى نقطة الصفر، وهذا على الرغم من فوزه على أثيوبيا بثنائية نظيفة، لتأتي الضربة الأولى إثر الهزيمة في السودان (2-0)، ثم تأزم الوضع عقب التعادل في الجزائر أمام أوغندا (1-1)، ما عجل برمي المنشفة بعد ضغوط وخلافات مع المسؤولين، تاركا “الخضر” في الصف الثاني قبل جولتين من نهاية التصفيات. وقد خلفه المدرب علي فرقاني والمرحوم مراد عبد الوهاب في بقية مشوار التصفيات، حيث نجح الثنائي المذكور في فرض التعادل بمصر (1-1)، ثم الفوز أمام تنزانيا بهدفين مقابل هدف واحد، لينهي “الخضر” مشوار التصفيات في المرتبة الثانية خلف المنتصف المصري، وتأهلا معا الى “كان 96”.

تجربة قصيرة انتهت بتمزيق العقد على المباشر

فضّل ماجر تحويل الوجهة نحو البرتغال، حيث أشرف على شبان نادي بورتو لمدة عامين، وفي العام 1997 تولى شؤون السد القطري، ثم نادي الوكرة لمدة عام، حيث ظفر معه بالدوري الممتاز، ليعود مجددا إلى “الخضر” خلال صائفة عام 1999، وتزامن ذلك مع انتهاء المهمة المؤقتة للمدرب سعدان التي دامت أربعة أشهر، وقد انصب الاتفاق مع ماجر على التحضير لـ”كان 2000″ بغانا ونيجيريا، غير أن هذا الأخير انسحب بعد فترة حوالي 3 أشهر، بسبب خلافه مع عدة أطراف، وفي مقدمة ذلك وزير الشباب والرياضة عزيز درواز الذي عارض حينها قرار تعيين ماجر مدربا للمرة الثانية في أقل من 4 سنوات، ليخرج هذا الأخير عن صمته في حصة “ملاعب العالم” التلفزيونية، والأكثر من هذا فقد مزق العقد على المباشر.، حيث اقتصرت هذه التجربة على ودية ضد نادي زيوريخ (0-0)، وأخرى أمام نادي “تروا” الفرنسي (3-1)، وقد خلفه ناصر سنجاق الذي قاد “الخضر” في نهائيات “كان 2000”.

خيبة في “كان 2002” وإقالة بعد ودية بلجيكا

وفي جويلية 2001، عاد ماجر مجددا لتدريب المنتخب الوطني، في ثالث تجربة له منذ مطلع التسعينيات، وذلك خلفا للطاقم المؤقت بقيادة كرمالي وزوبا وآيت جودي. وتزامن ذلك مع حسم التأهل إلى نهائيات “كان 2002″، وقد أشرف ماجر على العناصر الوطنية في المباراة الودية الشهيرة أمام فرنسا بملعب سان دوني، وذلك يوم 6 أكتوبر 2001، وعرفت انهزام زملاء بلماضي بـ 4 أهداف مقابل هدف واحد، ثم خاض عدة مباريات تحضيرية تحسبا لـ”كان 2002″، على غرار ودية نادي زيوريخ السويسري التي انتهت بالتعادل، وأخرى ضد نادي كريتاي الفرنسي، كما فاز وديا أمام بوركينافاسو بثنائية نظيفة بملعب عنابة، وفاز بهدفين مقابل هدف واحد أمام نادي تروا الفرنسي في ملعب 5 جويلية، كما تعادل أمام غانا بهدف لمثله، وخسر بهدف لصفر في السنغال، ثم فاز برباعية أمام البينين. وبعد هذه المباريات الودية المعتبرة، كان الموعد نهائيات “كان 2002” بمالي، لكن المسيرة كانت مخيبة، بعد الخروج من بوابة الدور الأول، إثر الخسارة أمام نيجيريا بهدف لصفر، والاكتفاء بالتعادل أمام ليبيريا (2-2)، ثم الهزيمة أمام البلد المنظم منتخب مالي بثنائية نظيفة. وقد وعد ماجر بعد ذلك بالعمل على تكوين منتخب تنافسي يكون جاهزا لتصفيات مونديال 2006. وبعد بضعة أشهر، واجه المنتخب الوطني نظيره البلجيكي وديا بملعب هذا الأخير، حيث افترقا على نتيجة التعادل الأبيض، في مباراة أشاد بها الكثير، إلا أن رئيس “الفاف” محمد روراوة فاجأ الجميع بإقالة ماجر، بحجة انتقاد هذا الأخير طريقة تسيير “الفاف” خلال حوار خص به صحيفة بلجيكية.

نكسات ودية في رابع تجربة أخرجت ماجر من الباب الضيق

سجل رابح ماجر عودته الرابعة لتولي مقاليد “الخضر” خلال شهر أكتوبر 2017، حيث أشرف على مباراة نيجيريا لحساب اختتام تصفيات مونديال روسيا 2018، وانتهت بالتعادل هدف لمثله، وقد انتقد الشارع الكروي تواجد ماجر على رأس “الخضر”، خاصة في ظل توالي الهزائم والنكسات الودية، على غرار ما حدث أمام منتخبات إيران والسعودية والرأس الأخضر، لتكون آخر خرجة مدوية في لشبونة، بعد خسارة ودية البرتغال بثلاثية، حيث اشتكى حاله للصحافة البرتغالية، في مشهد خلف الكثير من الاستياء، وسط مطالبة الشارع الكروي بإقالة ماجر الذي سدد فاتورة عثراته الميدانية وانتقاداته حين كان محللا في البلاتوهات، ما جعل الفاف حينها تتفاوض مع عدة مدربين، قبل أن يقع اختيارها على جمال بلماضي الذي ورث منتخبا منهارا، لكن جهوده كللت بإحراز اللقب القاري (كان 2019)، بعد أقل من عام من توليه المهمة.

مقالات ذات صلة