راك موقّف!

الوزير الأول، أحمد أويحيى، قال في ظهوره التلفزيوني الأخير، إنه لم يحدث وأن وبّخ وزيرا في الحكومة، لسبب بسيط، وهو أن السيد أويحيى يرى أن الوزراء بلغوا سنّ الرشد الذي يجنبهم المحاسبة والتوبيخ!

• أولا: لا نعتقد بأن كثيرا من الوزراء في حكومتنا بلغوا سن الرشد السياسي، طالما أننا لم نتمكن حتى الآن، وباعتراف عدد كبير من المسؤليين الحاليين والسابقين، من الوصول إلى نظام الحكم الراشد. ثانيا: لماذا يفهم الوزير الأول على أن لفظ التوبيخ الذي استعمله الصحفي لسؤاله عن علاقته بالوزراء، هو تصرف سيئ، يستوجب التبرؤ والهروب منه، باستعمال المظلة الأخلاقية!؟
• أليست المحاسبة طريقا نحو الشفافية، وسبيلا لاستعادة ثقة المواطنين بالحكومة، ومفتاحا لتحقيق المبدأ المفقود المسمى: الرجل المناسب في المكان المناسب؟
• ثم لماذا ينفي السيد أويحيى وجود توبيخات ومساءلات ومعارك، وسجالات داخل الجهاز التنفيذي، ألم يختلف معاليه مع وزيرة الثقافة، خليدة تومي، بشأن طريقة تعبيرها في المهرجانات الموسيقية والفنية، وكذا مع وزير الشؤون الدينية، غلام الله، حول اتهام هذا الأخير للفيس والفايسبوك بالتسبب في احتجاجات جانفي الفارط، وقد قيل أيضا إن أويحيى اختلف مع وزير الطاقة السابق، شكيب خليل، حول قانون المحروقات، وامتد خلافه مع وزير الصحة، جمال ولد عباس، إلى صفحات الجرائد في يوم من الأيام!
• كل ما أوردناه من أمثلة، موثق بالتاريخ، ووقائع لا يختلف على حقيقتها اثنان، فلماذا التهرب منها أو التعامل مع المواطنين على أن كل شيء تمام، والعلاقة بين الوزراء داخل الحكومة الواحدة، سمن على عسل!؟
• ألم تصرح السيدة خليدة تومي أمام البرلمان مؤخرا، أن وزيرا في الحكومة استعمل الفيتو ضدها، من أجل الحيلولة دون مرور أحد المشاريع المهمة، ووصفت الوزيرة التصرف بأنه يتناقض مع التضامن الحكومي الواجب توفره!؟
• ثم، ألا يحترم المواطنون أكثر الوزير الذي يغضب ويحاسب ويوبخ على الهواء مباشرة؟ والجميع يذكر هنا ما كان يفعله وزير الصحة السابق، يحيى قيدوم، حين كان مشهورا في الشارع بعبارته المتداولة والشائعة..”راك موقف”!
• لقد اشتقنا إلى محاسبة المسؤولين لبعضهم البعض، وبتنا في حاجة إلى من يوبخ ويتوبّخ، والأمر لا علاقة له بسن الرشد، وإنما بحجم المسؤولية ومصداقية الحكومة.