رياضة

“راني زعفان” من الكرة الجزائرية

ياسين معلومي
  • 4240
  • 8

أعتبر نفسي من المحظوظين الذين عايشوا أغلب نجاحات وإنجازات الكرة الجزائرية، بداية من ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة1975، وتتويج المولودية العاصمية بكأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1976، والميدالية الذهبية “الخضر” في الألعاب الإفريقية سنة 1978، والفوز على ألمانيا سنة 82 ، والتتويج بالكأس القارية سنة 1990، وأفراح أخرى تنهمر عيني دموعا وأنا أذكرها وأتذكرها، من ذلك أيضا الوصول مرتين متتاليتين إلى نهائيات كأس العالم، و التأهل التاريخي للدور الثاني وأحداثأخرى تبقى راسخة في ذهني وأذهان كل الجزائريين الغيورين على وطنهم،ويتمنون دائما رؤيةالراية الجزائرية وهيترفرف في كل المحافلالدولية.

كل هذه النتائج وأخرى كان وراءها رجال أكفاء عملوا منأجل المصلحةالعامة وبعيدا عن كل الحساسيات، يحبون الخير لبلدهم، وصنعوا بقليل من الأموال ما عجز عنه هؤلاء الذين يملكون الملايير اليوم، ويطلون يوميا عبر وسائل الأعلام لإعطاء دروس في حب الوطن تلقيناها ونحن في المدرسة الابتدائية.

عندما أقصينا من التأهل لكأس العالم أدركت أن كرة القدم أدارت لنا ظهرها، ونحن الذين كنا الأحسن في إفريقيا لمدة تفوق ست سنوات، استطاعالمسؤولون الكرويون الهيمنة على المراتب الأولى لكل التصنيفات حتى أصبحنا مثلا يقتدى به، وخاصة من جيراننا الذين عرفوا كيف يستنسخون التجربة الجزائرية، وهاهم قد ضمنوا مشاركة في العرس العالمي بينما بقينا نتفنن في كيفية إقالة المسؤولين، والطعن في شرفهم، وإبعادهم بطريقة مذلة، وهم الذين أعطوا، ولسنوات دروسافي الاحتراف الحقيقي.

عندما أتذكر أم درمان واللقاء البطولي الذي أهلنا لكأس العالم، والأسطول الجوي الذي نقل آلاف المناصرين في ظرف قصير جدا إلى السودان، والجماهير الكبيرة التي خرجت إلى الشارع من أجل الاحتفال بالتأهل لمونديال جنوب إفريقيا، وما يحدث اليوم في الكرة الجزائرية من رشوة وعنف، وأنانية وحساسية، أشهر بطاقة حمراء إلى كل الدخلاء على الكرة وأطالبهم بمغادرة مكانهم وبسرعة، وفسح المجال للذين بإمكانهم إعادة الكرة الجزائرية إلى السكة.

لا أدري إن كان رؤساء الرابطات، ورؤساء الأندية، وبعض مسؤولي الكرة الجزائرية يعلمون أن الشارع الكروي”زعفان” من تراجع الكرة الجزائرية، وعدم تأهل الجزائر للمونديال، والمستوى الذي أصبح يظهر به المنتخب الوطني يقلق كل المتتبعين الذين يرون أن مستقبل الكرة الجزائرية غامض، ولن يعود إلى مستواه ما لم تتضافر جهود الجميع بعيدا عن كل الحساسيات.

حتى أنا “راني زعفان”، مما يحدث لكرتنا وليتذكر الجميع الرئيس السابق لـ”الفاف” عمر كزال- رحمه الله- الذي توج بكأس إفريقيا للأمم بلاعبين أغلبهم محليون، وبخزينة فارغة، وبمدربين محليين..فهل من معتبر.

مقالات ذات صلة