الشروق العربي
الزواج المبكر عند الجنس اللطيف:

ربة بيت في جسد مراهقة

صالح عزوز
  • 6793
  • 6
ح.م

 تختار الكثير من الفتيات الحرية، وعدم الارتباط أو الاستقرار في حياتها- الزواج- من أجل إكمال دراستها أو تكوين نفسها من الناحية المهنية، وتمكين نفسها من كل الجوانب، حتى ولو تطلب تحقيق هذه المشاريع، التضحية بالكثير من سنوات عمرها، وهذا الاختيار الأول لفئة كبيرة عند الجنس اللطيف، غير أننا نجد في المقابل، من تضحي بكل ما لديها من إمكانيات لتطوير نفسها، سواء الدراسية أم المهنية، والبحث عن الاستقرار في سن مبكرة، لتجد نفسها أمام مسؤولية كبيرة، تتطلب الكثير من الجهد والتضحيات.

تختلف الآراء في هذا الموضوع،كل حسب ما يقدمه من أدلة وبراهين للدفاع عن رأيه، بين من هو ضد ومن هو مع هذا الزواج المبكر للفتاة، كما يعالج الموضوع من عدة نواح من كل طرف، حيث يعتقد بعض ممن هم مع فكرة الزواج المبكر، أن هذه العلاقة، أي الارتباط الشرعي، هو حصن لها في المجتمع، ومن شأنه أن يجعل منها فتاة مسؤولة، قادرة على تحمل كل مشاق الحياة منذ السنوات الأولى من حياتها كفتاة راشدة، كما يمكنها تجاوز مرحلة الاتكال على غيرها، والتعود على بناء أسرتها بنفسها، ولا تبقى تضيع سنوات كثيرة من عمرها في البحث عن الشغل أو الدراسة، الذين يمكن أن تحافظ عليهما حتى بعد الزواج، أي إن الزواج بالنسبة إلى أصحاب هذا الرأي، حتى لو كان مبكرا، فهو الأصلح لها كمشروع، وليس كما تعتقد الكثير من فتيات اليوم، وهو التمكن المهني والدراسي.

في المقابل، نجد على الطرف الآخر أو النقيض، من هم ضد فكرة الزواج المبكر للفتاة، وحينما نتحدث عن الزواج المبكر، ليس معناه زواج طفلة صغيرة من شاب أو رجل بالغ، فالحديث هنا، هو عن فتاة راشدة تستطيع أن تفرق بين الخير والشر أو الصالح من الفاسد، حيث يعتقد أصحاب هذا الرأي، أن زواجها في هذه السن هو بمثابة مقبرة لها، وفيه الكثير من الأضرار التي تتعرض لها الفتاة مع مرور الوقت.. لذا، يجب عدم الإيقاع بالفتاة في هذا المشروع الفاشل منذ البداية، حيث يرون أن الفتاة في هذه المرحلة، لم تتجاوز سن المراهقة أو تجاوزتها ببعض السنوات، وهذا سوف يكون تأثيره واضحا على حياتها الزوجية مستقبلا، فهي في الغالب ستكون أمام الكثير من التحديات من أجل بناء أسرتها، بدءا من علاقتها مع زوجها، فعلاقتها تكون علاقة تطفو عليها ممارسات فتاة مراهقة، وهذا قد يكون الحائل الكبير للتفاهم مع زوجها، فالزواج حتى ولو كان مبنيا على علاقة حب، سوف يترجم في الواقع ولا يبقى مجرد كلام فحسب، وهذا ما قد يخلق فجوة في علاقتها بشريك حياتها، كما أنها سوف تصطدم بمسؤولية الحمل والولادة والتربية، وفي كل الأحوال لن تكون مستعدة من كل النواحي لهذه التغيرات في حياتها، سواء من الناحية البدنية أم النفسية، وهذا قد يكون عائقا حقيقيا في إتمام هذه العلاقة التي تنتهي لا محالة إلى الفشل، أو تبقى متوترة ولا استقرار فيها، بالرغم من أن الهدف منها كان الاستقرار قبل كل شيء.

لا يمكن الجزم بأن الزواج المبكر زواج فاشل أو ناجح، فكل حالة يجب أن تؤخذ على حدة، ويبقى الاستعداد الذهني والرضا، ربما معيار النجاح في هذا الزواج.

مقالات ذات صلة