الجزائر
هذا ما فعلته ثلاثة أشهر من إضراب الأطباء في الجزائريين

ربع مليون مريض على حافة الموت

الشروق أونلاين
  • 6409
  • 110

تأزمت وضعية مستشفيات الجزائر بعد أن رهنت مئات الآلاف من المرضى بين جدرانها في ظل تحالف الإضرابات المتتالية مع التعطل المتكرر للأجهزة الطبية وسوء تسيير الوصاية لأكثر القطاعات حساسية….

  • حيث قدر مسيرو المستشفيات ونقابيو القطاع عدد المواعيد الطبية المؤجلة منذ انفجار الحركات الاحتجاجية في المنظومة الصحية بمئات الآلاف في حين تجاوزت عدد العمليات الجراحية المؤجلة إلى تاريخ مجهول عتبة الـ100 ألف عملية، خاصة بعد انضمام أعوان التخدير والإنعاش إلى موجة الاحتجاج منذ أسبوعين ما يرهن حياة أكثر من ربع مليون مريض في طابور انتظار موعد طبي أو عملية جراحية.
  • تشابهت درجات معاناة المرضى وعائلاتهم للظفر بموعد فحص طبي أو موعد عملية جراحية بعد أن أنساهم عذاب الطوابير والتأجيلات المتكررة ألم المرض، إلا أن المصابين بالسرطان والقصور الكلوي وذوي الأمراض المزمنة الأكثر تأثرا بموجة احتجاجات موظفي قطاع الصحة ما عمق معاناتهم في معركتهم ضد السرطان، خاصة وأن هذه المراكز الصحية كأغلب المؤسسات الإستشفائية الجزائرية تعمل بالحد الأدنى من الخدمات في ظروف العمل الطبيعية، فما حال مستشفياتنا، وما هو حجم معاناة المرضى في ظل الإضرابات المتتالية المفتوحة على كل الاحتمالات التي تضع مصير صحة الجزائريين في خانة المجهول؟.
  • المصابون بالسرطان و”حلم” موعد العلاج
  • تعرف مصالح التكفل بمرضى السرطان والقصور الكلوي وغيرها من الأمراض المزمنة في الأيام العادية حالة من الفوضى والاكتظاظ بسبب قلتها وتمركزها بالمدن الكبرى، كما أن ملامح الترقب والانتظار هي مميزات مرتادي هذه المراكز الصحية حتى قبل انفجار احتجاجات أصحاب المآزر البيضاء، إلا أن نظرات الحاجة بهية والدة مصابة بورم خبيث على مستوى الثدي التي التقيناها خلال جولة قادتنا إلى مركز بيار ماري كوري لمكافحة السرطان بالجزائر العاصمة عكست معاناة حقيقية لعائلة بأكملها استنفرت جميع أبنائها وأقاربها ومعارفها وعلاقاتها لتقريب موعد العلاج المبرمج الشهر المقبل بعد أن تم تأجيله لأكثر من مرة بسبب الإضرابات المفتوحة “تدخل ابن أختي من فرنسا من أجل أن نظفر بموعد في شهر ماي قبل أن نتفاجأ بتأجيله إلى شهر جويلية.. أعرف أن الأعمار بيد الله، ولكن أخاف أن تموت ابنتي بين يدي قبل أن تتلقى علاجها”.   
  • مرضى “رحالة” من مستشفى لآخر في رحلة الموت
  • يمكن أن تكون حالة الحاجة بهية وابنتها المصابة بالسرطان رغم مأساويتها أفضل بكثير من العديد من حالات مرضى مصابين بأمراض أقل خطورة منها، إلا أن بُعدهم الجغرافي عن المستشفيات وعدم  امتلاكهم لعلاقات ومعارف تذلل أمامهم عقبات الحصول على موعد طبي زادت من آلام المرض ومعاناة رحلة العلاج التي تحولت إلى رحلة الموت بسبب التأجيلات المتكررة للمواعيد الطبية والعمليات الجراحية بحجة أنها غير مستعجلة والطاقم الطبي في إضراب مفتوح، حيث زار موسى من ولاية بسكرة أكثر من 7 مؤسسات إستشفائية بين جوارية وجامعية من أجل الظفر بموعد للعلاج بالإشعاع النووي.
  • والحال كذلك مع مرضى المناطق النائية، حيث تحولوا إلى “رحالة” من ولاية إلى أخرى، ففي حين أجرى موسى فحصه الطبي بولاية بسكرة، إلا أنه لعدم توفر الأجهزة الضرورية لعلاجه انتقل إلى مستشفى باب الواد بالعاصمة، إلا أن الإضرابات والتأجيل المتكرر لموعد علاجه ورحلات الذهاب والإياب بين العاصمة وولايته دفتعه للبحث عن موعد طبي في مستشفيات الولايات المجاورة له قبل أن يقرر مرة أخرى العودة للعاصمة للبحث عن موعد جديد.    
  • عمليات جراحية مؤجلة إلى أجل غير مسمى
  • يعجز نقابيو القطاع وحتى مسيروه من مديري مستشفيات ومسؤولين سامين بالمنظومة الصحية عن تحديد حجم معاناة المرضى بالأرقام وتقديم إحصائيات مضبوطة عن خسائر الحركات الاحتجاجية التي تهز القطاع من أرقام المواعيد الطبية والعمليات الجراحية المؤجلة، إلا أن عمليات حسابية تقديرية تعكس حجم الأزمة التي يتخبط فيها القطاع منذ مطلع السنة وراح ضحيتها بالدرجة الأولى المريض البسيط، حيث قدرت المتحدثة باسم التكتل المستقل للأعوان الطبيين للتخدير والإنعاش معدل إجراء العمليات الجراحية بمصلحة استشفائية في اليوم الواحد بين 5 إلى 7 عمليات حسب كل مصلحة مع احتساب معدل 6 مصالح بكل مؤسسة استشفائية، حيث يتجاوز عدد العمليات الجراحية المؤجلة في ظرف أسبوعين من الإضراب وشلّ غرف العمليات عتبة الـ100 ألف عملية جراحية مؤجلة.   

 

مقالات ذات صلة