العالم
في مصر يبرّأ المخلوع وظل الهارب يعود في تونس والمعزول يطيح بالرئيس في اليمن

ربيع عربي بالغ القصر

الشروق أونلاين
  • 5024
  • 12
ح. م

قبل أربع سنوات، تابع المصريون العرب وسكان المعمورة، بداية نهاية “الفرعون” الذي أعلن نهاية قبضة حديدية استمرت لأزيد من 30 سنة، وقبل هذا التاريخ، وتحديدا في 14 جانفي، تابع التونسيون وسكان المعمورة كذلك قصة فرار لم تكن تخطر على بال أحد، حتى ترجمها المحامي ناصر العويني وأبلغ بها العالم “بن علي هرب”، كان هذان الحدثان بداية لنهاية الدكتاتورية في العالم العربي، لتمتد القصة بعدها إلى ليبيا وسوريا واليمن.

وفي عام 2011، لم يكن أحد يتخيل أن عمر الربيع العربي سيكون بالغ القصر هكذا، وأنه سينتهي بعد أقل من 4 سنوات. رغم أنه قام في مواجهة أوضاع بائسة وعميقة وقديمة ومزمنة من الاستبداد، لقد تراجعت شعارات وأهداف العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لصالح أهداف ومهمات ما يسمى بمواجهة الفوضى والتطرف والإرهاب وإعادة هيبة الدولة.

لقد تصور كثيرون أن العالم العربي قد تغير تغيرا جذريا وإلى الأبد، وأنه يستحيل أن يعود مرة أخرى إلى الوراء، ويستحيل بعد كل هذه الحريات التي انتزعتها الشعوب بدمائها وذاقت حلاوتها، أن تسمح بالعودة إلى عصور الخوف والحكم بالحديد والنار مرة أخرى.

لكن الذي حصل أنه وبعد أربع سنوات، يكاد نظام بن علي أن يعود إلى سد الحكم، عبر نداء تونس والذي تشكل غالبية فاعليه من وجوه النظام السابق، والمفارقة أن هذا الحزب قد وصلت رجله الأول إلى الرئاسة، وكبير مساعديه إلى قبة البرلمان، وقاد تشكيل الحكومة، وفي الشارع يقر غالبية التونسيين أن أهداف الثورة لم تتحق إلى حد الساعة.

ويبدو الأمر أكثر سوادا في مصر، فقد جرى تبرئة حسني مبارك من التهم الموجهة إليه، ومن الصدف كذلك أن حكم البراءة الأخير قد صدر قبل سويعات فقط من ذكرى ثورة 25 يناير، وشمل حكم البراءة وجوه النظام السابق كحبيب العادلي، وفي اليمن ثبت أن الرئيس المعزول علي عبد الله صالح كان يحرك خيوط اللعبة ضد الرئيس هادي منصور، ولم يجد هذا الأخير من سبيل سوى رمي المنشفة.

وبين تلك المشاهد، يظهر الوضع أكثر كارثية في ليبيا وسوريا، وإن كان معمر القذافي قد قضى في الاضطرابات، إلا أن البلاد تكاد تنتهي بنيران الإخوة الأعداء، ولا يختلف الأمر في سوريا التي تحولت إلى ميدان لحرب بالوكالة مع بقاء بشار الأسد في الواجهة.

فبعد أربع سنوات من بداية الربيع العربي، ومع النتائجالوخيمةالتي أفرزها، وجب التساؤل هل كان يجب حقا على الشعوب أن تخرج للشارع لتطرد من جثم على صدرها لسنوات، أم أن الشعوب أخطأت في تقديراتها عندما اكتفت بقطعرأس الحية فقط،  أم أن ما حدث مجرد رد على الحرية كما سماه القيادي الكبير في تنظيم الإخوان المسلمين محمد احمد الراشد، لكن المتفائلين بهذا الربيع يجزمون أنزهورهستتفتح لكن مع ضرورة الانتظار لفترة أطول.

مقالات ذات صلة