جواهر
لا تتطلب تخديرا ولا جراحة و"الشروق" تقف على حقيقة انتشار الظاهرة

رجال ونساء يتهافتون على عمليات التجميل “البيضاء”

آمال عيساوي
  • 10829
  • 17
ح.م

عمليات تجميل جديدة من دون جراحة ولا تخدير ولا آثار جانبية كما يزعم الأطباء، ظهرت مؤخرا بقوة في العديد من المناطق وأكثرها المدن الكبرى كوهران والعاصمة وقسنطينة وعنابة، وأخذت حيزا كبيرا خاصة عند الجنس اللطيف، الذي صار يهتم بجمال الوجه والجسم أكثر من جمال الروح، كما أنها نافست عمليات التجميل الجراحية التي لا تتم إلاّ عن طريق التخدير الكلي أو الجزئي في الحالات الخفيفة فقط..

بعد أن انتعشت عمليات التجميل الجراحية بقوة في الجزائر، وشهدت ازدهارا محسوسا، وفتحت الكثير من العيادات الخاصة بالجراحة التجميلية، وأصبحت نسب الإقبال على عمليات التجميل في الجزائر كبيرة وعالية، ها هو اليوم يدخل علينا نوع جديد من عمليات التجميل الغير جراحية من بابه الواسع، كما أنه صار أمرا حتميا للكثير من النساء والشابات وحتى الرجال، الذين أصبحوا يتوافدون بكثرة على عيادات التجميل للقيام ببعض الأمور في وجوههم وعلى أجسامهم كزرع الشعر وتنظيف البشرة والتخلص من التجاعيد وتحسين الذقن وغيرها، وهذا بعدما تم استحداث تقنيات جديدة كان الغالبية يخشون استعمالها في عمليات التجميل الجراحية هروبا من التخدير الذي تسبب في تسجيل نسبة وفيات لا بأس بها، وانتعش الطبّ التجميلي من دون جراحة في الجزائر منذ خمس سنوات تقريبا، وليس هناك تخصص في جامعات وكليات الطب بالجزائر يحمل اسم “الطب التجميلي”، فهو مصطلح شامل للاختصاصات التي تركز على تحسين المظهر الجمالي من خلال علاج الحالات بما في ذلك ترهلات الجلد والندوب والوشم والبقع الداكنة والتجاعيد والسيلوليت وتصبغ الجلد والشعر غير المرغوب فيه والدهون الزائدة، زيادة على نفخ الشفتين بالبوتوكس عن طريق استخدام الحقن ونفخ الخدود والتخلص من الهالات السوداء تحت العينين، وشد الجلد بالموجات المتذبذبة، والتقشير الكيميائي، حيث إنّ المختصين في الطب التجميلي غير الجراحي درسوا 7 سنوات طبّا، وبعدها قاموا بإجراء تربصات في التجميل مدتها تتراوح بين شهر إلى 18 شهرا كأقصى حدّ، كما تعتبر عمليات الطب التجميلي اختيارية، فهي تستطيع أن تقدم امتيازات للجسم من رشاقة وجمال للوجه من دون أن تشكل خطرا عليه، على عكس العمليات التجميلية الجراحية التي يشكل بعضها خطورة نوعا ما خاصة في ما يتعلق بعمليات شفط الدهون وتتطلب بعضها تقطيع الجلد والتخلص من الشحوم الزائدة كما تسبب آثارا جانبية مع مرور الزمن، واستمر الطب التجميلي الغير جراحي في التطور إلى أن أصبح شأنه شأن العمليات التجميلية الجراحية، خاصة بعد اعتراف وزارة الصحة بهذا النوع من العمليات بعد أن رفضتها وضيقت عليها لسنوات عديدة.

الدكتورة عمارة: طب التجميل غير الجراحي يتطلب دراسة الطب وتربصا عن التجميل

وللاطلاع أكثر على حقيقة العمليات التجميلية التي تتم من دون جراحة تقربنا من بعض العيادات الخاصة بالطب التجميلي في قسنطينة والعاصمة، حيث تحدثنا مع الدكتورة عمارة، إحدى الطبيبات المختصات في طب التجميل بمنطقة شوفالي في العاصمة، إذ صرّحت خلال حديثها مع “الشروق” بأنّ طب التجميل غير الجراحي يتطلب دراسة الطب مع تكوين شامل عنه، وليس كما انتشر مؤخرا بقوة في صالونات الحلاقة التي صارت تمارسه بكثرة من دون أي شهادات، وهو ما يخلف كوارث عواقبها وخيمة عند الكثير من النساء وحتى الرجال، مؤكدة أنها عالجت الكثير من الحالات التي تعرضت لتشوهات خاصة على مستوى الوجه بسبب إجراء بعض التغييرات عليه بغرض التجميل من بوتوكس للشفتين والخدود وغيرها في صالونات حلاقة مختصة في تسريح الشعر ووضع مواد التجميل للوجه، وليس من مهامها استعمال حقن النفخ وغيرها من الأمور الطبية، وهذا ما جعل الكثير من النساء وحتى الرجال يُطلِّقون هذه الصالونات مباشرة بعد انتشار عيادات خاصة تجري عمليات طب تجميلي من غير جراحة ومن دون آثار جانبية.. ورغم أن الأسعار باهظة، ولا تقارن مع الأسعار التي تفرضها صالونات الحلاقة وهي أقل بكثير من أسعار عمليات التجميل، إلا أنها الأضمن من ناحية سلامة الجسم وصحته..

هذه هي عمليات التجميل غير الجراحية المتوفرة في العيادات

صرّحت الدكتورة عمارة، بأنّ عمليات التجميل غير الجراحية أصبحت أكثر إقبالا بحكم أنّ إجراءها لا يتطلب تخديرا، كما أنها لا تتطلب الكثير من الوقت، فهناك عمليات لا يستغرق زمن إجرائها سوى بضع دقائق أو ساعة كأقصى تقدير، ولا يتم بعدها القعود في الفراش كما تستدعي العمليات الجراحية، خاصة وأنه كما ذكرت، تم توفير عتاد طبي بمقاييس عالمية من أجل إجراء عمليات التجميل مقابل أسعار لا بأس بها، وأضافت، أنه تم اعتماد وسائل عالية الجودة حتى يوفروا على الزبون عناء ومشقة التنقل إلى خارج الوطن من أجل إجراء هذه العمليات، وأكدت محدثتنا أنها تقوم بجميع عمليات التجميل على غرار تقوية وتغذية الشعر ونفخ الخدود والتخلص من اللثة المنتفخة في الأسنان العلوية، والتي تفسد شكل الفم عن الكلام والابتسامة، بالإضافة إلى أنها تعمل على التخلص من بوصة الأنف العلوية..

عمليات تحويل شكل الوجه من دائري إلى مثلث بالفيلر الأكثر إقبالا

تحدثت الدكتورة عمارة، عن عمليات رسم الوجه في الجزء السفلي للفك وجعله على شكل مثلث على شكل النجمات العالمية وكل هذه العمليات تكون عن طريق “الفيلر” وليس بالجراحة، وتتم هذه العملية، كما ذكرت، في حصة واحدة وخلال مدة زمنية لا تفوق الساعة، ليتغير شكل وجهها ويصبح من دائري إلى مثلث من الأسفل من خلال التخلص من الدهون الزائدة من الطرفين وإخراج الذقن، خاصة وأن هناك فئة كبيرة من النساء كما قالت المتحدثة، يعانون من الذقن المبسط، في حين إن الشكل الأنسب على حد قولها، أن يكون الذقن خارجا بعض الشيء ويكون في نفس مستوى الشفتين والأنف، كما أكدت الدكتورة عمارة، أنّ هذه العملية تعرف إقبالا كبيرا من طرف النساء وخاصة الشابات، ناهيك عن عمليات التخلص من التجاعيد، وهنا ذكرت محدثتنا، أنها تتم بواسطة العديد من التقنيات فهناك طريقة البوتوكس وطريقة الفيلر وسعرها يكون حسب نوع وكمية التجاعيد وحسب السن، بالإضافة إلى عمليات أخرى تتمثل في تجميل شفرتي المهبل، أمّا باقي عمليات التجميل تتعلق بتبييض المناطق الحساسة وتعرف هي الأخرى إقبالا كبيرا خاصة من طرف العرائس والمقبلات على الزواج..

رجال وشباب ينافسون الجنس اللطيف في إجراء عمليات التجميل

أكدت الدكتورة عمارة، أنّ صفة الهوس بالجمال والبحث عنه لم تعد ملتصقة بالمرأة كما كان عليه الأمر في السابق، حيث إنّ الجنس الخشن هو الآخر أصبح لا يفوت هذه الفرصة شأنه شأن الجنس اللطيف والدليل على ذلك زيادة عدد الرجال الذين يترددون عليها كما ذكرت لنا، حيث قالت إنّ عددا كبيرا من الرجال يتوافدون عليها، لطلب إجراء عمليات نزع التجاعيد وأيضا تنظيف البشرة وزرع الشعر في الذقن والرأس، وأيضا التخلص من الدهون الزائدة في البطن ويكون كما ذكرت محدثتنا، عن طريق جهاز خاص يتم بعده استخدام حمية غذائية خاصة، وأيضا التخلص من آثار الحروق والوشم، كما صرّحت بأن الرجال الذين يقصدون عيادتها، سنهم غير محشورة بين العشرينيات أو الثلاثينيات فقط، وإنما الكهول أيضا لهم نصيب في هذه العمليات.. وهنا يتضح أنه ولو اختلفت الطرق والوسائل بين الرجل والمرأة إلا أنها تجتمع في سبب واحد هو البحث عن الجمال ومحاولة إخفاء آثار الزمن وإن كانت المبالغ باهظة.

هذه هي أسعار عمليات التجميل غير الجراحية

صرّحت الدكتورة عمارة بأنّ عمليات التجميل غير الجراحية تختلف أسعارها من عملية إلى أخرى فمثلا عمليات رسم فك الوجه تكون بين 7 أو 8 ملايين، وتدوم إلى غاية 18 شهرا، في حين إن عملية التخلص من انتفاخ اللثة الفوقيةـ يتراوح بين 3 إلى 4 ملايين سنتيم، أما سعر تبييض المناطق الحساسة فيكون بمبلغ 9000 دينار للحصة الواحدة، وتوضع تخفيضات للذين تتطلب حالتهم العديد من الحصص، في حين إن ثمن تنظيف البشرة يكون بـ400 دينار للحصة الواحدة، أما والتخلص من حب الشباب يتراوح سعره ما بين 3 ملايين ونصف إلى غاية 8 ملايين سنتيم، وبالنسبة لنزع التجاعيد يكون حسب التقنية وحسب العملية وكمية التجاعيد الموجودة سواء على الوجه أم الرقبة أم حتى اليدين، كما أن أسعار تكبير الخدود والشفتين تكون على حسب الحالة، أما فيما يتعلق بعمليات تكبير الثديين والأرداف، فقد صرحت محدثتنا، بأنه يكون حسب الطلب، باعتبارها باهظة الثمن وسعره يفوق سعر الجراحة، باعتبار الحقن التي تستعمل في التكبير غالية الثمن، كما أنها لا تدوم إلا لأشهر معدودة، وهنا ذكرت أن غالبية الزبائن الذين يرغبون في إجراء عمليات تكبير الثديين والأرداف يتم نصحهم بإجرائها في عيادة التجميل والجراحة، باعتبارها أقل سعرا وتدوم لسنوات طويلة.

مقالات ذات صلة