جواهر
لا تقود إلا بنفسها وأطفالها وبنات جنسها

رجال يرفضون فكرة ركوبهم في سيارة تقودها امرأة

أماني أريس
  • 3390
  • 17
ح.م

رغم العراقيل التي وقفت في طريقها استطاعت المرأة الجزائرية انتزاع المقود من يد الرجل وغدت منافسته في قيادة المركبات، ومزاحمة له في مختلف الطرقات، وقد ساعدتها الاستقلالية المالية على تحقيق أحلامها بما في ذلك شراء سيارتها الخاصة التي تسهل عليها التنقل بأريحية في الوقت الذي تريد.

تزايد عدد سائقات السيارات، وانتشارهن بشكل ملحوظ خصوصا في المدن لم يغير الكثير من موقف الرجل وظلت حساسيته من الموضوع قائمة، حيث مازال العديد يعتبرون تخصص رجالي تطفلت عليه المرأة، ويرفضون أن تقود بهم، ويبلغ التعصب ببعضهم حدّ شتمها واستفزازها، فيما يرى بعضهم أن الطرقات والتحكم في “الحديدة” مهمة تعجز عنها النساء، ويراهنون على أنهن لا يملكن الشجاعة لسير مسافات طويلة وفي مسالك مختلفة.

موقف تأكد لنا بوضوح في تجولنا عبر بعض المدن، حيث من النادر أن نصادف سيارة تقودها امرأة وتقيل معها رجالا، سواء تعلق الأمر بسيارة عائلية أو سيارة أجرة، حيث تكتفي  بإقالة النساء والأطفال.

كلام الناس يمنعني

 يفضل فيصل استقالة سيارة أجرة في تنقله اليومي ذهابا وإيابا من عمله، بدل ركوب سيارة زوجته التي تتولى قيادتها بنفسها ويقول: “أملك رخصة سياقة لكنني لا أجيد قيادة السيارة لأنني لم أتدرب على ذلك جيدا، عكس زوجتي التي قضت سنتين في التدريب وهي الآن تقود سيارتها بشكل جيد لكنني لا أحب الركوب معها، لأننا نعيش في منطقة لا يكف أهلها عن الانشغال بأمور غيرهم، وبلا شكّ سيقولون زوجته هي من تقود به.. وهذا لا يروقني”.

خلاف دائم

خلاف دائم بين شهرزاد وبين شقيقها الأصغر لا تنقص حدته إلا عندما تتنازل وتمنحه مفتاح سيارتها حتى يقودها هو بدلها، ففي كل صباح يتزامن موعد خروجها إلى مكان عملها مع موعد ذهابه إلى جامعته يتجدد بينهما الجدل حول من يقود السيارة، ودون أي مبرر مقنع  سوى كونه يحمل أفكارا رجعية تقول شهرزاد أنه يرفض الركوب معها حينما تصرّ على القيادة بنفسها، ويفضل التوجه إلى محطة النقل العمومي.

لا يمكنني الركوب معها

 تمكن المرأة من قيادة السيارة باحترافية وقدرتها على القيادة لمسافات طويلة هو الأمر الذي لا يثق فيه بعض الرجال ممن يعتقدون أنها مهما تدربت يبقى عامل الخوف يسيطر عليها ما يجعلها تفقد التحكم في مركبتها في بعض الحالات، وهو سبب كاف حسب اعتقادهم لعدم المغامرة والركوب في سيارة تقودها امرأة، ويقول حسان: “لا يمكنني الركوب في سيارة تقودها امرأة لمسافة طويلة، صحيح أن المرأة عادة تقود على مهلها وتتقيد بقوانين المرور مع ذلك تصادفها وضعيات في المسالك الوعرة والمكتظة لا تجيد التصرف حيالها ويؤثر عليها الخجل وأحيانا تشعر بالاستفزاز إذا انتقدها احدهم فتفقد التحكم في سيارتها وهذا ما لاحظته حدث مع العديد من النساء اللواتي يقدن سيارات”.

شعور بالنقص والغيرة

“المرأة استطاعت أن تحمل السلاح وتفجر القنابل فكيف تخشى قيادة سيارة!؟” بهذه العبارة ردت السيدة “ناديا بتّيني” على من يقولون أن المرأة في مجتمعنا ليست لها الشجاعة الكافية لتصل إلى مستوى الرجل في قيادة السيارة، وتشتغل ناديا “مهندسة سياقة” ولها تجربة طويلة في قيادة المراكب ذات الوزن الخفيف والثقيل، وتقول أن عامل الخوف ونقص الثقة في النفس مشاكل لدى الرجال والنساء على حد سواء، مستشهدة بتجربتها مع امتحانات السياقة التي تشرف عليها لمدة 13 عاما مؤكدة أن هناك رجال يخفقون ولا يتمكنون من الحصول على رخصة السياقة إلا بعد عدة محاولات والسبب الأول راجع لعامل الارتباك.

وبخصوص رأيها حول رفض الرجال فكرة ركوب سيارة تقودها امرأة ترى المهندسة أن قيادة السيارة كانت قبل سنوات حكرا على الرجال، ونادرا ما نجد امرأة تقود سيارة لكن اليوم تزايد بشكل لافت عدد النساء اللواتي يقدن السيارات، وظهرت العديد من سائقات الأجرة وأصبحن يزاحمن الرجال في المهنة، وهذه الظاهرة تحسس منها بعض الرجال وهؤلاء بلا شك يرفضون قيادة المرأة في أي مجال، وتضيف: “الرجل الذي لا يملك رخصة سياقة أو لا يملك سيارة يشعر بالغيرة والنقص من امرأة تملك سيارة  وتجيد قيادتها، وبطبيعة الحال يستحيل أن يتقبل فكرة ركوبه معها.”

مقالات ذات صلة