جواهر
علاقات "الماضي" تدمر حياتهن:

رجال يساومون نساء بالصور والرسائل وتسجيلات الفيديو

جواهر الشروق
  • 20443
  • 56
ح.م

تقدمت فتاة جزائرية في العقد الثالث من العمر بشكوى لدى وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي بالجزائر العاصمة تتهم فيها شابا بابتزازها ومساومتها بشرفها مقابل تسليمها صورا وتسجيلات ورسائل غرامية، وهددها بنشر صورها عبر شبكة الانترنت وهي بملابس فاضحة..

هذا الشاب كان قد تقدم لخطبتها وتبادلت معه الحديث وتطورت بينهما علاقة التعارف حيث كانا يتحادثان عبر “السكايب” لساعات طويلة ليلا وكانت تثق فيه كما تقول كونه خطيبها وسيكون زوجها قريبا، وكان يطلب منها آنذاك أن تظهر له بملابس مثيرة عبر الكاميرا وكانت تقوم بما يطلبه منها، لكن ولأسباب معينة قامت بفسخ الخطوبة لأنه لم يعجبها بعد التعارف عن قرب، وقام بتهديدها لمدة طويلة بنشر صورها ومكالماتها وكل ما كان يربطها به عبر الانترنت..

وقال محام لدى مجلس قضاء الجزائر على دراية بالشكوى أن الشاب كان يهدد الفتاة بالصور الفاضحة ويبتزها مقابل شرفها وإقامة علاقات غير مشروعة معه، وقد تكتمت على الفضيحة في البداية لكنها لم تنساق وراء المساومة وقررت بعد استشارة محامية أن تقاضيه وترفع شكوى ضده، وقد أمر وكيل الجمهورية بفتح تحقيق في القضية..

وقال المحامي إبراهيم بهلولي محامي لدى المحكمة العليا أن هذه القضية هي شجاعة كبيرة من طرف فتاة جزائرية رفضت المساومة وهي تملك الكثير من “الجرأة” بلجوئها إلى العدالة على غرار المئات من النساء والفتيات والسيدات اللاتي يتكتمن على أبشع أنواع المساومات و”الشونطاج”خوفا من الفضائح خاصة وأن المجتمع الجزائري لا يرحم، والمرأة لا تملك في الأصل غير سمعتها وشرفها، وقال أن ثورة الإعلام والانترنت أسيء استعمالها في الجزائر خاصة شبكات التواصل الاجتماعي التي راح ضحيتها الكثير من النساء وأصبحت وسائل ضغط وابتزاز كبيرة..

وفي حال ثبوت التهمة ضد هذا الشخص فانه سيواجه السجن لان الصورة تعتبر من الحقوق اللاصقة بالشخصية وأي استغلال لها يعاقب عليه القانون لأنه اعتداء على الحريات الشخصية  .

وقال الأستاذ بهلولي أن هذه الفتاة جريئة لكن هناك العديد من النساء تتستر على مثل هذه الممارسات لأنها قضية شرف بالدرجة الأولى، وغالبا ما يكون الابتزاز في مثل هذه الحالات ماديا أي يقوم شخص بمساومة فتاة على مبلغ مالي معتبر مقابل صورة خادشة للحياء .

وقالت محامية بالعاصمة أن فتاة تبلغ من العمر عشرون عاما تعرضت لمساومة من طرف شاب يعمل في محل بقالة ببلدية بوزريعة كانت قد تعرفت عليه ووعدها بالتقدم لخطبتها لكن بعد فترة صار يهددها بأنه كان يسجل لقاءهما في المحل والحديث الذي كان يدور بينهما عن طريق “كاميرا مخفية” وهددها في حال عدم لقائه او قطع علاقتها به أن يفضحها على الانترنت وقد أصيبت الفتاة بذعر شديد إلى درجة الاكتئاب وأحست أن حياتها ستدمر بسبب “طيشها” واندفاعها لكنها تراجعت عن الشكوى لأسباب تجهلها المحامية .

هذه ليست قصص أفلام السينما أو مسلسلات التليفزيون بل هي قضايا حقيقية تحدث في المجتمع الجزائري حيث تكون المرأة عرضة للمساومات غير الأخلاقية  من طرف بعض الرجال التي كانت تربطها بهم علاقات عاطفية أو ارتباط ما قبل الزواج كالخطوبة وعقد القران، والفاتحة وتستغل هذه العلاقات للضغط عليها للابتزاز المادي أو الأخلاقي أو حتى بدافع الانتقام، يذكر أن الكثير من النساء خسرن حياتهن الزوجية بسبب قصص الماضي التي تطاردهن.

مقالات ذات صلة